عجبا لكم..

الخميس - 04 ديسمبر 2025 - الساعة 10:19 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي


من أين تستلهمون قوة رد الفعل رغم الفوارق الكبيرة بينكم وبين لاعبي منتخب تونس؟
من أين تنبع غريزة البقاء لديكم فتبعثون في المباراة من جديد كطائر الفينيق..؟
من أين تأتيكم هذه العزيمة الفولاذية التي لا تلين..؟
ماذا تفعلون بمبادئ كرة القدم أيها الفدائيون..؟
لا دوري..
لا استعداد..
لا ملاعب..
ظروف قاهرة تقصم الظهر..
وضع كروي مأساوي ليس فيه ريحة تفاؤل..
حياتكم نكد في نكد..
فكيف تلين لكم كل هذه الصعاب..؟
كيف تتسلقون جبلا عاليا ثم تحلقون في سماء نسور قرطاج بأجنحة من نور..؟
تبا لمن يتذرع بالظروف..
تبا لمن يتعذر بالمال..
تبا لمن يعلق شماعة فشله على مشجب الوضع الداخلي..
تبا لمن يلوك المبررات بنظام اللبان..
هذا منتخب فلسطين..من تحت الركام ينهض..
فاز على قطر..قالوا صدفة ويا محلى الصدف..
والآن ما رأيكم ومنتخب فلسطين يفرض إيقاع التعادل على منتخب تونس صاحب الجودة الإفريقية النادرة..؟
هل رأيتم كيف يصهرون الزجاج مزهريات في بطولة كأس العرب..؟
كانوا متخلفين في النتيجة بهدفين..لا أحد راهن على ريمونتادا فلسطينية..لكن المنتخب الفلسطيني لم يستسلم..لم يسمح للإحباط أن ينال منه..قاوم واقعه.. كافح داخل الملعب..فكانت المكافأة ضربتين على الرأس توجع..
عندما أحرق حامد حمدان المرمى التونسي بهدف بعيد المدى..كان هذا الهدف كأنه ضربة استباقية لهدف التعادل الثاني عن طريق زيد قنبر..
ذهول تونسي..وانتفاضة فلسطينية جاءت من رحم المعاناة..
أربع نقاط لذئاب كنعان.. إنه الحدث..زلزل على حافة أعلى درجة من مقياس ريختر..
المنتخب الفلسطيني يمسي عليكم ويقول لكم بالفم المليان:
تحدوا واقعكم..لا تلعنوا ظروفكم فهي غالبا بضاعتكم ومن صناعتكم....

محمد العولقي

متعلقات