صحيفة بريطانية : قوات الانتقالي الجنوبي تحسم معركة سيئون وتوجه ضربة قاصمة للإخوان وحلف القبائل

الخميس - 04 ديسمبر 2025 - الساعة 01:26 ص بتوقيت العاصمة عدن

حضرموت " عدن سيتي " متابعات










حققت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الحامل لمشروع تأسيس دولة الجنوب المستقلّة تقدّما سريعا في محافظة حضرموت الشاسعة والغنية بالنفط، والتي تدرّج الصراع عليها أخيرا حتّى وصل إلى المواجهة المسلّحة بين المجلس وحلف قبائل حضرموت، المطالب من جهته بحكم ذاتي في المحافظة والذي تجاوز خلال الأيام الماضية خطا أحمر بسيطرته على منشآت البترول التابعة لشركة بترومسيلة.

وتمكنت قوات الانتقالي، الأربعاء، من دخول مدينة سيئون كبرى مدن محافظة حضرموت ومركز منطقة الوادي، موجهة بذلك ضربة مزدوجة لحلف القبائل وأيضا لجماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح، والذي يقول الانتقالي إنّ قوات المنطقة العسكرية الأولى المتمركزة بالوادي تابعة له وخاضعة لإمرته رغم تبعيتها الصورية للسلطة الشرعية اليمنية، ويطالبها من ثمّ بالانسحاب من تلك المنطقة.

ومع سيطرة القوات الجنوبية على سيئون تحرّكت السعودية لمحاولة فكّ الاشتباك والحدّ من التصعيد في المحافظة الواقعة على حدودها، والتي تمثّل أيضا أحد أكبر مراكز السلطة الشرعية المدعومة من قبلها.

ووصل الأربعاء وفد أمني وعسكري سعودي إلى مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت، حيث التقى المحافظ المعيّن حديثا سالم الخنبشي من “أجل العمل على حل الوضع المتوتر في المحافظة” بحسب مصدر محلي نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية.

وعلى صعيد ميداني أفاد مصدر أمني بأن قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي سيطرت على مساحات واسعة من محافظة حضرموت.

وقال المصدر إن قوات المجلس الانتقالي سيطرت على عدة مناطق أبرزها مدينة سيئون الإستراتيجية وعاصمة وادي حضرموت وتعد من المدن المهمة على مستوى اليمن.

وأضاف أن القوات التابعة للمجلس دخلت مختلف المناطق الحيوية في المدينة، بينها القصر الرئاسي، وأحكمت سيطرتها على مطار سيئون الدولي، الذي يعتبر من أحد أهم مطارات البلاد.

وأشار المصدر إلى أن القوات ذاتها تواصل التوسع في المحافظة، بينما قوات حلف قبائل حضرموت ظلت متمركزة في هضبة حضرموت التي توجد فيها حقول النفط ومقر شركة بترومسيلة النفطية الحيوية.

وبدوره، أكد المجلس الانتقالي بأن قواته سيطرت على وادي حضرموت.

وذكرت قناة عدن المستقلة التابعة للمجلس أن القوات المسلحة الجنوبية “حررت مناطق وادي حضرموت وسط مباركة من أبنائها”.

وكانت سيئون ومديريات أخرى في وادي حضرموت تقع تحت سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة المعترف بها دوليا.

ومنذ أيام شهدت حضرموت توترا كبيرا عقب دفع المجلس الانتقالي بقوات متعددة إلى المحافظة، فيما أعلنت قوات حلف قبائل حضرموت سيطرتها على حقول النفط، ضمن صراع النفوذ في أكبر محافظات اليمن مساحة وأغناها بالثروات.

ويصنف متابعون للشأن اليمني ذلك الصراع أيضا باعتباره جزءا من مساعي فرع الإخوان المسلمين في اليمن للتمدّد في محافظات الجنوب التي يعتبرها المجلس الانتقالي جزءا لا تنازل عنه من الدولة المستقلة التي يسعى لتأسيسها، بعد أن خسر الحزب بشكل شبه كامل معاقله في محافظات الشمال إثر سلسلة هزائمه ضدّ جماعة الحوثي بدءا من سنة 2014 وما بعدها.

ورأى الباحث صالح أبوعوذل أنّ حضرموت تتجه نحو مرحلة حاسمة مع تحركات القوات المحلية لإنهاء آخر نفوذ عسكري لجماعة الإخوان في الجنوب، وسط تراجع الولاءات القديمة وتصاعد الدعم الشعبي والرسمي.

وقال في تحليل له بشأن الوضع في المحافظة إنّ التطورات المتسارعة تكشف عن تحوّل إستراتيجي يشمل وادي حضرموت والمهرة، يهدف إلى إحلال قوات محلية، وقطع طرق التهريب الإيرانية، وإنهاء دور الإخوان والحوثيين في شرق اليمن.

وأوضح أنّ القوات المحلية في حضرموت تتحرّك لإنهاء آخر معاقل نفوذ الإخوان في الجنوب، بعد تصاعد تمرد مسلح تقوده شخصيات قبلية مرتبطة بالجماعة في وادي حضرموت.

وتضم قوات المنطقة العسكرية الأولى، بحسب أبوعوذل، تشكيلات ينتمي معظم أفرادها إلى محافظات عمران وصعدة وصنعاء، وهي مناطق تُعدّ المخزون البشري للحوثيين، مذكّرا بدعوة محافظ حضرموت السابق مبخوت بن ماضي لهذه القوات إلى التوجّه لـ”قتال الحوثيين إذا كانت فعلا ضد الانقلاب، أما إن كانت أقرب إليهم، فوجودها في حضرموت مرفوض”.

وبحسب دوائر سياسية وإعلامية مقرّبة من المجلس الانتقالي الجنوبي، فإنّ حلف قبائل حضرموت رغم رفعه لواء تمثيل أبناء المحافظة، فإنّه تحول إلى جسر لسيطرة قوى من خارج حضرموت على جغرافيتها ومقدّراتها كون تشابكات معقّدة وارتباطات عضوية وحالات تخادم تجمعه مع جماعة الإخوان.

ومثّلت سيطرة مجاميع مسلحة تابعة لحلف القبائل مؤخرا على منشآت نفطية حيوية في المحافظة أخطر تطور في الحراك المتصاعد للحلف، والذي تدرّج من مجرّد الدفاع عن مصالح وحقوق المحافظة نحو إعلان السعي لتأسيس حكم ذاتي وتشكيل قوة عسكرية لفرض المشروع كأمر واقع.

ومثّل ذلك التطور صفارة إنذار لشخصيات وقوى سياسية جنوبية بشأن قرب انفراط وحدة الجنوب بضياع أهم جزء في مجاله الجغرافي، محافظة حضرموت الأكبر مساحة والأغنى بالثروة النفطية وذات الموقع الإستراتيجي المهم بانفتاحه على البحر جنوبا.

ودعا عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج سالمين البحسني الذي يعتبر شخصية حضرمية كاريزمية نظرا لدوره في بسط الاستقرار في المحافظة التي تولى في وقت سابق قيادة سلطاتها المحلية وكان له دور في الحرب ضدّ تنظيم القاعدة وطردها من مناطقها، “القبائل إلى عدم الانجرار خلف أصحاب المهاترات المبنية على المصالح الشخصية”، مشددا على ضرورة “تغليب مصلحة حضرموت”.

وبرر حلف القبائل سيطرته على مرافق النفط بحمايتها مما يقول إنه قوات من خارج محافظة حضرموت قام المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخّرا بتحريكها لحماية الاستقرار المهدد في المحافظة.

ولم ينقطع على مدى الأشهر الماضية السجال بين الانتقالي الجنوبي وحلف القبائل، لكنه اتّخذ خلال الأيام الأخيرة منعطفا تصعيديا حادّا ونحا نحو المواجهة المسلّحة مع البروز اللافت في واجهة الأحداث لقوات الدعم الأمني بقيادة أبوعلي الحضرمي، الذي توجّه بخطاب حادّ إلى الحلف متهما إياه بممارسة العبث في منطقة الهضبة والضلوع في تهريب الأسلحة والمخدرات ومتوعّدا بقطع الإمدادات عنه.

وتشكل حضرموت حوالي ثلث مساحة اليمن وفيها موانئ حيوية وتعد من أغنى محافظات اليمن بالثروة النفطية، ما جعلها مصدر صراع بين عدة أطراف، رغم أنها كانت بمنأى عن الحرب المستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين منذ أكثر من عشر سنوات.


العرب

 .

متعلقات