في دوائر الحكماء، وفي مذكّرات العقول التي تُجيد قراءة ما بين السطور،

الخميس - 04 ديسمبر 2025 - الساعة 11:25 م بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" خاص


تتردّد مقولة بليغة تُنسب إلى أحد أعمق المفكرين في تاريخ السلطة الرمزية:
“غاية الدهاء أن تجعل خصمك يحتفل بالقرارات التي تُساق به إلى الهاوية، وهو يظن أنه يتقدّم نحو المجد.”

ومع مرور الزمن، نرى أن هذه الحكمة لا تزال تتجلّى في مواقف كثيرة داخل مجتمعاتنا…
فعندما تُشنُّ حملة على شريحة واسعة من الناس،
نرى أحياناً من يقف من أبناء جلدتهم يهتف ويصفّق بحرارة،
وكأن الاحتفال نفسه جزء من مسار نصرهم لا يدركون أنهم لاحقاً قد يكونون ضمن الاهداف …
وكأن المشهد يهمس:
الدور لا يستثني أحداً، لكنه يبدأ بمن يضنون انهم يستطيعون هضمة اولا ثم التالي فالتالي.

وهنا يعود بنا الفكر إلى الخلف،
إلى تلك الكلمات السابقه التي تشبه شيفرة…
شيفرة لا يلتقطها إلا من أُوتي بصر البصيرة قبل بصر العين.

إنه درسٌ في الوعي،
وفي فنّ قراءة ما وراء الخطاب،
وفي فهم تلك الحقيقة الخالدة:
ليس كل تصفيقٍ انتصاراً، وليس كل احتفالٍ نجاة.

هذه ليست حكاية عن قوى خفية بقدر ما هي
مرآة لسلوك بشري يتكرر عبر العصور…
حين يُدار الصراع بالأفكار لا بالسيوف،
وحين يصير الوعي نفسه ميداناً للمعركة.

وهنا يظهر “فِكر VIP”…
ذلك الفكر الذي لا يقف عند حدود الصوت المرتفع،
بل يعبر إلى عمق الصمت… إلى ما يُراد لا ما يُقال،
وإلى جوهر المشهد لا زينته.

فمن يقرأ هذا…
يعلم أن الحكمة ليست صراخاً،
والدهاء ليس خداعاً،
والوعي ليس ضوضاء…

بل فنّ التقاط الإشارة وسط ازدحام الإشارات، وتحذير المجتمع من الاخطار
وهذا… هو دأب نخبة النخب .

متعلقات