الأربعاء-26 نوفمبر - 06:40 م-مدينة عدن

30 نوفمبر.. من ملحمة الاستقلال الأول إلى فجر استعادة الدولة الجنوبية

الأربعاء - 26 نوفمبر 2025 - الساعة 06:23 م بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" الدكتور سالم الشبحي



تطل علينا الذكرى الثامنة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني المجيد الثلاثين من نوفمبر لا لتكون مجرد محطة للوقوف على أطلال الماضي بل لتكون وقودا حيا يلهب فينا روح الصمود والتحدي.

في مثل هذا اليوم من عام 1967م أجبر أجدادنا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس على الرحيل صاغرة معلنين قيام دولة الجنوب الحرة المستقلة.
واليوم ونحن نحتفي بهذه الذكرى العظيمة نجد أنفسنا أمام مشهد تاريخي يعيد تشكيل نفسه.
إننا لا نزال في خضم نضال مستمر ومصيري لا يقل ضراوة عن نضال الآباء لاستعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة على حدود ماقبل العام 1994م .

لقد كان ذلك الاجتياح العسكري الغاشم محاولة دموية لكسر الإرادة الجنوبية،
حيث اجتاحت الجحافل العسكرية والمجنزرات والترسانة الثقيلة مدننا المسالمة مدعومة بسلاح أخطر وهو سلاح "الفتاوى التكفيرية" التي أباحت دماء الجنوبيين وأرضهم في سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا بين أبناء الدين الواحد.

طوال العقود الماضية لم يكتفِ بالسيطرة العسكرية بل شن حربا ممنهجة وشاملة استهدفت "طمس الهوية الجنوبية" وتجريف التاريخ.

لقد عملوا بكل الوسائل القذرة على تدمير مؤسسات الدولة الجنوبية الرائدة واغتيال الكوادر الوطنية والقيادات الجنوبية العسكرية والمدنية في محاولة يائسة لإفراغ الجنوب من عقوله ورجاله المخلصين.

كما سعوا جاهدين لزرع الفتن المناطقية وتمزيق النسيج الاجتماعي للقضاء على كل القيم المدنية والنظام والقانون التي كانت تميز الدولة الجنوبية.

ولكن هيهات أن تنكسر إرادة شعب رضع الحرية من جبال ردفان وشمسان.
ها نحن اليوم وبفضل الله ثم بفضل التضحيات الجسيمة ودماء الشهداء الأبرار نقف شامخين على مشارف النصر وتحقيق الهدف الأسمى.

إننا نعيش مرحلة قطف الثمار حيث باتت استعادة الدولة الجنوبية "قاب قوسين أو أدنى" وذلك بفضل الثبات الأسطوري لشعبنا والقيادة الحكيمة المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.

لقد استطاع المجلس الانتقالي أن يحمل الأمانة بمسؤولية واقتدار وأن يسير بسفينة الجنوب وسط أمواج المؤامرات المتلاطمة ليضع قضيتنا العادلة في مصاف القضايا الدولية مؤكدا للعالم أجمع أن الأمن والاستقرار في المنطقة لا يتحقق إلا بعودة الحق لأهله وقيام الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة.

في ذكرى نوفمبر المجيد نجدد العهد للشهداء بأننا على دربهم سائرون وأن الهوية التي حاولوا طمسها باتت اليوم أكثر رسوخاً ووضوحا وأن الدولة التي حاولوا وأدها تنهض اليوم كالمارد من تحت الرماد.

المجد والخلود لشهداء الجنوب والنصر المؤزر لدولتنا الجنوبية القادمة.

متعلقات