تحالف "صمود" ينتقد البرهان بشدة بعد رفضه مسار "الرباعية" لحل الأزمة في البلاد
الثلاثاء - 25 نوفمبر 2025 - الساعة 03:00 ص بتوقيت العاصمة عدن
عدن سيتي _متابعات
وجه التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية "صمود"، انتقادات حادة لرئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، عقب رفضه المضي في مقترح "الرباعية" الداعي لوقف الحرب في البلاد
وقال التحالف في بيانه إن البرهان، خلال كلمة ألقاها مساء الأحد 23 نوفمبر، "تنصّل من مسار السلام الذي اقترحته مبادرة الرباعية، وقدم خطابًا احتوى على مغالطات عديدة ورسائل خطيرة فحواها استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، بما يهدد وحدة البلاد وسيادتها وتماسكها".
وأضاف التحالف: "ظلت صمود وكافة القوى المدنية الديمقراطية الأكثر حرصا على حفظ وحدة البلاد وسيادتها، وإنهاء ظاهرة تعدد الجيوش وتخليص المؤسسة العسكرية من التركة الثقيلة التي خلفها النظام البائد، غير أن كل محاولات الوصول لجيش قومي ومهني واحد اصطدمت بتشبث المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية بمصالحهم السلطوية الضيقة".
وأكد التحالف دعمه لخارطة طريق الرباعية الصادرة في 12 سبتمبر، معتبرا أنها "الفرصة الأكثر حظا الآن لإيقاف وإنهاء الحرب".
وأشار إلى أن المبادرة "تستند إلى مبادئ وحدة السودان وسيادته ووقف التدخلات الخارجية وتأسيس جيش قومي مهني بعيداً عن السياسة".
واعتبر التحالف أن "الادعاء بأن المبادرة تستهدف تفكيك الجيش غير صحيح ويرقى إلى درجة التدليس"، مشيرا إلى أن "الحرب هي التي فككت الدولة السودانية وقادت لتكاثر الميليشيات".
وتابع البيان: "مبادرة الرباعية وجدت قبولا داخليا وخارجيا منقطع النظير، ولم ترفضها سوى جهات منتمية للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، وبرفضه للمبادرة يضع الفريق أول البرهان رغبات هذه الجماعة الإرهابية فوق تطلعات الشعب السوداني ومحيطه الإقليمي والدولي، وهو رهان خاسر قاد البلاد في كل مرة لنتائج كارثية".
وهاجم التحالف اتهامات البرهان التي قال فيها إن "صمود" تسعى للسلطة، واصفا إياها بأنها "مثيرة للسخرية". وقال: "البرهان هو الذي أمر بفض الاعتصام، وقاد انقلاب 25 أكتوبر، ويعمل على استمرار هذه الحرب فقط لضمان مقعده في السلطة، ويغوص الآن في بحور من الدماء للحفاظ عليه حتى لو كان الثمن التفريط في وحدة وسيادة البلاد وأمن أهلها".
وشدد التحالف على أنه "معني فقط بتحقيق السلام العادل"، مضيفا: "أيدينا نظيفة من دماء الناس وأموالهم وأعراضهم. ومن يمثل السلطة أكبر همه هو من انقلب على ثورة ديسمبر، وقتل الناس، وأشعل الحرب لاستعادة نظام هزمته إرادة السودانيين".
وفي ختام البيان أكد تحالف "صمود"، التزامه بمواصلة العمل للوصول إلى "سلام عادل ومستدام عبر الوسائل السلمية"، مشددا على أن ذلك هو الطريق لبناء "دولة قوية موحدة ذات سيادة، تنتهي فيها ظاهرة تعدد الجيوش والمليشيات، وتقوم فيها قوات مسلحة مهنية قومية ملتزمة بمهامها الدستورية وبعيدة عن صراعات السلطة والثروة".
إلى ذلك، أعلن قائد "قوات الدعم السريع" أحمد حمدان دقلو "حميدتي" يوم الاثنين، عن هدنة إنسانية تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة 3 أشهر في السودان، والموافقة على تشكيل آلية مراقبة دولية. وذلك استجابة للجهود الدولية المبذولة وعلى رأسها مبادرة الرئيس الأمريكي ومساعي دول الرباعية، على حد تعبيره.
وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، رفضه قبول مقترح المجموعة الرباعية لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وخلال اجتماع مع ضباط القوات المسلحة، وصف البرهان الورقة التي قدمها مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بأنها "أسوأ ورقة يتم تقديمها"، مشيرا إلى أنه إذا كان بولس يسعى إلى حل حقيقي، فعليه العودة إلى خارطة الطريق التي قدمها مجلس السيادة. كما اعتبر البرهان أن اللجنة الرباعية المكلفة بوقف الحرب في السودان "غير محايدة".
وتعهد البرهان بمواصلة القتال حتى القضاء على قوات الدعم السريع، مضيفا: "نحن لسنا دعاة حرب ولا نرفض السلام ولكن لا أحد يستطيع تهديدنا أو يملي علينا شروطه".
وطوال العامين الماضيين، قام طرفا الحرب في السودان بخرق كافة اتفاقات الهدنة ما أدى الى فشل جهود التفاوض.
المصدر: RT