عندما تذهب لزيارة هامات نضالية من هامات الجنوب ..

الإثنين - 24 نوفمبر 2025 - الساعة 08:07 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" خاص

من الذين كان لهم شرف المشاركة في تحرير الجنوب و المساهمة في تأسيس بناء مداميك دولة الجنوب تحس بشرف مقابلتهم وهيبة عند حديثهم .. تحس انك أمام رجال ذو وزن ثقيل .
اثنين من رموز ثورة اكتوبر المجيدة.
القائد العسكري والدبلوماسي والوزير أحمد سالم عبيد، والمناضل البرلماني عمر أحمد جبران بن عبدالملك، أحد أعضاء أول برلمان في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومن ثم عضو آخر برلمان شارك الجنوب في انتخاباته وهو برلمان 1993.
في زمنٍ تتزاحم فيه التحولات وتتغيّر فيه ملامح المشهد الوطني، تظل زيارة رموز النضال لحظة شعورية تعيد ترتيب الذاكرة وتمنح الحاضر معنى أعمق. هكذا كانت زيارتي للعظماء
رجلان لا تمثل سيرتهما مجرد صفحات مشرقة من تاريخ الجنوب، بل تعبّر عن جيل صنع الثورة وبنى الدولة وترك بصمة لا تمحى.

أحمد سالم عبيد… قائد حمل البندقية والدبلوماسية وبناء الدولة

لحظة الجلوس مع القائد أحمد سالم عبيد ليست كأي لحظة. فالرجل الذي عرفته جبهات القتال ودهاليز السياسة ومكاتب العمل الوزاري هو تجسيد للمناضل الذي لم يكتفِ بدور واحد.
خاض مع رفاقه معارك الكفاح المسلح، وأسهم بعد الاستقلال في تأسيس منظومة الدولة عبر مناصب عسكرية ودبلوماسية ووزارية.
كان حديثه مليئًا بقراءة واقعية لتلك المرحلة:
كيف بُني الجيش الوطني من الصفر، وكيف كانت أولى المحاولات لخلق جهاز إداري حديث، وكيف عمل جيل الثورة بجهد مضاعف لتعويض نقص الإمكانات بإرادة صلبة ووعي سياسي عميق.

لقاء المناضل عمر أحمد جبران بن عبدالملك… صوت الشعب في أول برلمان جنوبي
فيحملك مباشرة إلى أجواء التأسيس الأولى للجمهورية الوليدة. فهو من أولئك الذين انتقلوا من ساحات النضال الشعبي إلى قبة البرلمان، ليحمل هموم الشعب الجنوبي في واحدة من أهم المراحل السياسية.
انتماؤه لأول مجلس نيابي بعد الاستقلال جعله شاهدًا وشريكًا في صياغة التشريعات الأولى، وفي بناء مؤسسات النظام السياسي، وفي رسم الخطوط الأولى للدولة المدنية.
تحدث عن تلك التجربة باعتزاز كبير، مشيرًا إلى أن البرلمان آنذاك كان مدرسة وطنية تُعبّر عن حلم شعب خرج للتو من الاستعمار، وبدأ في بناء مستقبله بوعي ومسؤولية.

ذكريات الثورة وبدايات الدولة… رواية حيّة من قلب التاريخ
جمع الرجلان، كلٌ بأسلوبه وتجربته، بين ذكريات الثورة ومرحلة البناء.
رويا قصصًا من ميادين القتال، من غرف الاجتماعات، من ساحات البرلمان، ومن محطات التأسيس الأولى.
كانت كلماتهم ليست مجرد رواية للماضي، بل وثيقة وطنية حيّة تكشف كيف تشكل الجنوب على أيدي رجال حملوا الوطن في صدورهم قبل أن يحملوا مناصبهم.

خرجت من تلك الزيارة بشعورٍ عميق بأن الهوية الجنوبية لا تزال قوية لأنها تستند إلى رجال مثل أحمد سالم عبيد وعمر أحمد جبران بن عبدالملك.
رجال يمثلون الضمير الوطني، ويجسدون قيم الشجاعة والوفاء والانتماء.
رغم سنهم و الأمراض التي يعانوا منها الا انهم ما زالوا في الصفوف الأولى لنضال شعبنا.

الوزير والقائد العسكري والدبلوماسي أحمد سالم عبيد يستلم راتب 178 الف ريال .
اما البرلماني و نائب الوزير عمر جبران يستلم راتب 58 الف ريال.
إن تكريم هذين المناضلين، وكل رجال ثورة 14 أكتوبر، ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو جزء من حماية الذاكرة الوطنية.
فالجنوب الذي يحلم به أبناؤه اليوم لا يمكن أن ينهض إلا إذا تذكّر أبطاله الحقيقيين، واستعاد قيم الجيل الذي بنى الدولة بعرق الجباه وصدق القلوب..
د سيف علي حسن

متعلقات