الجمعة-21 نوفمبر - 04:15 م-مدينة عدن

احتار الجميع في تحديد هوية هذا الخليط الكروي العجيب الذي يقدمه المغربي الدولي أشرف حكيمي..

الجمعة - 21 نوفمبر 2025 - الساعة 03:56 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي

كأنه طبق الموسم الذي يحرض مشهيات يسيل لها اللعاب بدرجة تفوق مشهيات طبق الكسكس المغربي الشهير..
ظلت النظرة القاصرة للمدافع لا تبرح حكاية أنه معول الهدم لا يصلح لأي متعة فردية..
توارى المدافعون خلف سحابة لاعبي الوسط والهجوم..المتعة الفردية تنبع من حبكة درامية لمهاجم يراقص الشباك.. أو لاعب وسط يرسل تمريرة ماكرة عبر أثير فني فائق الجودة..وظلت تلك الدراما بعيدة عن مسرح المدافعين إلا من رحم ربي..
جاء الأسد المغربي أشرف حكيمي ليغير كل تلك الكلاسيكيات التي التصقت بالمدافع..جاء في ليلة عيد ليحول لوغاريتمات المدافع الهدام إلى متوالية حسابية وهندسية تبني من الأرقام خيمة للدهشة..
جاء حكيمي بما لم يأت به الأوائل.. أثبت للفنيين أن سفينة الظهير يمكن أن تبحر وتجتاح الأمواج وتقهر خيارات الرياح التي تأتي بما لا تشتهي السفن..
أكد المغربي أشرف حكيمي وهو يفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي لهذا العام أنه الاستثناء الجميل في كرة القدم الحديثة..كيف لا وهو أول من تمرد على مفهوم الظهير التقليدي..كيف لا وهو أول من حول جهته اليمنى إلى جحيم أحرق كل المنافسين..
ما كان لباريس سان جيرمان أن يضع قدما على خريطة الكبار في القارة العجوز لولا أشرف حكيمي..اللاعب الذي كان سخيا مع ناصر الخليفي بدرجة تفوق سخاء وكرم حاتم الطائي..
باريس الفاتنة الجميلة المدللة التي تتباهى بأنها عاصمة النور..وتفاخر العالم بأنها بلد الموضة والعطور..آن لها أن تخرج من جلدها وأن تعترف أن لاعبا مغربيا حط الرحال فيها فسحرها.. أصبح أشهر موضة ظهير فتاك ينازع في شموخه كبرياء برج إيفل..
العازفون على أوتار القلوب انقرضوا..لم يعد منهم إلا القليل.. وأشرف حكيمي هو الظهير الفنان الذي يعبق باريس بعطر موسيقاه.. إنه يبدو لي كما قال الفيلسوف الحكيم أفلاطون:
الموسيقى قانون أخلاقي.. إنها تعطي الحياة للروح.. والأجنحة للعقل..تنقلك إلى الخيال..وتلهم السحر والإبهار بالحياة وكل شيء من حولنا..

محمد العولقي

متعلقات