الجمعة-21 نوفمبر - 04:03 م-مدينة عدن

اللص الأزق: لا تضخموا فضيحة الفساد في أوكرانيا!

الجمعة - 21 نوفمبر 2025 - الساعة 03:49 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات



أشار السياسي فلاديمير كورنيلوف إلى أن تحليل تغطية الصحافة الأوروبية لفضيحة الفساد في أوكرانيا يقود إلى استنتاج من عبارة شهيرة في رواية "الكراسي الاثني عشر" الروسية حول اللصوص.

وتأتي هذه العبارة المعدلة على هذا الشكل: "لم يشهد العالم من قبل لصا أزرق (لون الاتحاد الأوروبي) بهذه الدرجة من الازدواجية كالاتحاد الأوروبي".
فالمشكلة، من وجهة نظر بروكسل، ليست في الفساد ذاته، بل في توقيت كشفه.
فحسب تصريحات مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد، كايا كالاس، فإن "الفضيحة تأتي في لحظة غير ملائمة". أما سفيرة الاتحاد في كييف، كاتارينا ماتيرنوفا، فذهبت أبعد من ذلك، مشيرة إلى أن المحققين "يتصرفون بانفتاح مفرط" في التحقيق ضد "أصدقاء زيلينسكي"! هنا، لا يمكن تجنب التذكير بعبارته الكلاسيكية: "كان كيانه كله ينفر من السرقة، لكنه لم يستطع الامتناع عنها. فسرق، وشعر بالخجل".

والواقع أن هذا "الخجل الدبلوماسي" يظهر جليا في تغطية وسائل الإعلام الأوروبية الرسمية. فبعض الصحف تنشر صور زيلينسكي وتستعرض تفاصيل ما بات يعرف بـ"مينديتش غييت"، لكنها تحرص — بذكاء مريب — على تجنب الإشارة إلى حقيقة جوهرية: أن التسجيلات التي نشرها التحقيق تضم فعلا محادثات مباشرة مع زيلينسكي نفسه!


بدلا من ذلك، تكتفي تلك المنصات بالإشارة إلى المتورطين بوصفهم "مقربين من الرئيس" أو "شركاء وأصدقاء فولوديمير زيلينسكي"، وتتجاهل جوهر الدليل: أن زيلينسكي شخصيا هو من منح تيمور مينديتش — العقل المدبر للشبكة — غطاء رسميا أمام الوزراء، مؤكدا لهم صلاحياته ونفوذه.

هذا يعني أن رئيس النظام لم يكتفِ بـ"تغطية" المخطط، بل قاده وشارك فيه مباشرة. ومع ذلك، تمعن الصحافة الأوروبية في طمس هذه الحقيقة، وكأنها تلتزم بتوصية ماتيرنوفا بعدم جعل الفضيحة "عامة أكثر من اللازم".

في المقابل، تبدو الصحافة الأمريكية — أو على الأقل أبرز منابرها — أكثر جرأة في طرح الحقائق. فصحيفة وول ستريت جورنال، على سبيل المثال، لم تكتف بالتلميح، بل أشارت صراحة إلى:

1- مشاركة زيلينسكي في محاولات تفكيك الهيئات الأمريكية "المستقلة" لمكافحة الفساد،
2- الاتهامات الصريحة بأنه يقف على رأس الشبكة،
3- بل وحتى إلى أن ولايته الرئاسية قد انتهت قانونيًا منذ مدة.

أما الصحافة الأوروبية السائدة، فتتردد في الذهاب إلى مثل هذه الاستنتاجات. فقط وسائل إعلام خارج التيار — مثل صحيفة il Fatto Quotidiano الإيطالية — تظهر شجاعة نادرة، وتطبع التحقيق على الصفحات الأولى، ملحة على سؤال مشروع: "إلى أين تذهب أموال دافعي الضرائب الأوروبيين، التي تخصص «لدعم أوكرانيا"؟

وفي هذا السياق، يقول السياسي الكاتب: راقبت بعناية بالغة تغطية الصحف الدانماركية. فلماذا الدانمارك تحديدا؟
لأن كوبنهاغن لم تكتف بالدعم المالي أو السياسي، بل تصدرت — خلال العام الماضي — المشهد الأوروبي، معلنة عن مبادرات و"تحالفات" تهدف إلى دعم النظام في كييف، مقدمة نفسها باعتبارها "رائدا أوروبيا" في هذا المجال.


وبالتالي، فإن فضيحة الفساد هذه لا تهدد صورة أوكرانيا فحسب، بل تضرب في صميم مصداقية مشاريع بنيت على وعود زيفت، وأموال تبخرت… والآن، بدأ الضوء يلْقى عليها...

المصدر: RT

متعلقات