زنزانة الوحدة اليمنية

الأحد - 09 نوفمبر 2025 - الساعة 08:34 م بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" فادي باعوم



الفصل الأول: الكمين

في أبريل من العام 2009 تم التنسيق لحضوري لقاءً موسعًا لفرع جمعية الشباب والعاطلين عن العمل في الجنوب، والمُنَعقد في مدينة الشحر. كنت حينذاك رئيس الجمعية في الجنوب، انطلقت من المكلا برفقة المناضلين: حسين الزوبري، وضياء المحورق، وعلي بامسق، ومراد المفلحي.

وصلنا عصرًا، وكان في استقبالنا المناضل عمر العود (رئيس فرع الجمعية في حضرموت)، وشخص معه يُدعى معمر (أتحفّظ عن ذكر اسم عائلته حتى لا يطالها العار بما ارتكبه هذا الإمعة والذي سنوضحه لاحقًا).

بعد اللقاء بالشباب، والذي كان مفعمًا بالحماس الثوري، قفلنا عائدين إلى المكلا. كانت الساعة حوالي الثامنة مساءً، والمسافة بين الشحر والمكلا تبلغ حوالي 65 كيلومترًا. عند اقترابنا من مدينة شحير، والتي هي بالقرب من مطار الريان الدولي، أُجبرنا على الخروج من الطريق العام إلى طريق ترابية حتى نتجاوز جسر شحير والذي تهدم بفعل سيول الأمطار.

وعند اقترابنا من العمدان الشاهقة للجسر لمحنا عدة أشخاص ملثمين وأربعة أطقم باغتونا فجأة بقطع الطريق. أحاطوا بنا من كل جانب شاهرين أسلحتهم على سيارتنا فلم نستطع الفرار، لقد كان كمينًا محكمًا.

> أخرجونا بالقوة من سيارتنا وقاموا بتقييد أيادينا وتكميم عيوننا ثم صفّونا وأجلسونا على رُكبنا، وسمعنا صوت شحن أسلحتهم الآلية وشعرنا بأنها مُصوّبة نحو رؤوسنا. عندها فقط اعتقدت بأنهم سوف يقتلوننا.

> لكن الغريب في الأمر أنه عندما شعرت بأنني مقبل على الموت، بدأ شريط حياتي يمر من أمامي بسرعة مخيفة ثم تملكني هدوء واطمئنان غريب، وكأن روحي خرجت من جسدي، لم أكن أسمع شيئًا عدا السكون.. واطمئنان لم أشعر به من قبل.

> وفجأة عادت لي كل حواسي وذلك عندما جذبني أحد الجنود من قميصي وفهمت أنه كان إعدامًا وهميًا ليرعبونا.

>

لم ننتظر طويلًا حتى تم سحبي وبقية الرفاق إلى الطقم العسكري ونحن مغمضو الأعين. مشى الطقم حوالي الربع ساعة حتى وصلنا إلى طريق ترابية فهمت منها أننا اتجهنا إلى معتقل البقرين للأمن السياسي بالمكلا. وقد كنت نزيلًا فيه عام 95 إثر تظاهرة شاركت فيها، وها أنا أعود إليه مرة أخرى بعد 13 عامًا، وعلى قول الحضارم: "يالله بعودة".

---

الفصل الثاني: الخيانة والترحيل

تم إدخالنا نحن الأربعة إلى زنزانة في الطابق العلوي وجلسنا في هذا السجن حوالي أربعة أيام بدون أي تحقيق. وفي اليوم الخامس تم نقلنا إلى سجن البحث الجنائي بالمكلا، وبعد أن قضينا حوالي أسبوعًا تم عرضنا على النيابة العامة والتي بدورها أفرجت عنا بضمانة حضورية.

بعدما خرجنا وصلت لنا معلومات أكيدة بأن من أبلغ عن خط سيرنا وأوقعنا في هذا الكمين هو الخائن معمر، فقد كان مخبرًا مع الأمن!

وبعد يومين من الإفراج عنا تم استدعائي للنيابة العامة، وكان رئيس نيابة حضرموت شخصًا من آل أبو حاتم، من صنعاء. وبجرة قلم من أبو حاتم تم تحويلي إلى السجن المركزي بالمكلا وبدون أي مقدمات، فلقد أتت الأوامر من صنعاء لإعادتي للسجن!

وتم ترحيلي إلى السجن المركزي بالمكلا، والذي قضيت فيه حوالي 4 أيام. حظيت فيه باستقبال كبير من المساجين، حتى أولئك الذين عليهم قضايا جنائية، باستثناء السجانين. كانوا من الشمال، كغيرهم من أفراد الشرطة والمرور والجيش ومدراء العموم وعلى رأسهم المحافظ.. فكل هؤلاء يأتون من الشمال!

---

الفصل الثالث: إلى صنعاء

بعد أربعة أيام قضيتها في السجن المركزي بالمكلا، فوجئت في ظهر إحدى الليالي (وأظن تاريخ 14 أبريل) بأن دخل بعض الجنود زنزانتي قائلين: "هيا اجمع أغراضك.. إفراج", لكنني فهمت أنني سوف أنقل إلى سجن آخر.

أخذوني من السجن المركزي بالمكلا على متن طقم عسكري واتجهوا بي نحو طريق مطار الريان الدولي. هناك عرفت بأنهم سوف ينقلونني إلى صنعاء كما نقلوا والدي قبل سنة، وكأنهم يقولون: "أنتم أسرى لدينا". فحرب 94 لا زالت قائمة، وتذكرنا بالحروب التاريخية السبئية مع دولة حضرموت، حينها كانوا يأخذون الأسرى إلى عواصمهم وهكذا اعتبرتها.

عند وصولي مطار الريان كان هناك ضباط شماليون وضباط حضارم. أحد الضباط الحضارم وهو صالح المعاري اقترب مني وقال: "سوف نبلغ أهلك وجماعتك أنهم رحّلوك إلى صنعاء.. شد حيلك".

قام ضابط شمالي بوضع القيد في يدي وفي يده وصعد بي على متن طائرة السعيدة متجهين إلى صنعاء. في الطائرة كان الركاب مذهولين من وجودي مقيدًا بينهم، لكن المضيفة، وهي امرأة عدنية، تعاطفت معي جدًا، وظلت طوال الرحلة تواسيني بالمأكولات والمشروبات، وتوصي الضابط بأن يتوسط لإطلاق سراحي.

فقلت لها: "أنا مطلوب من أعلى سلطة، ولا أحد يستطيع التوسط".

سألتني: "ماذا عملت؟", أجبتها: "أني أدافع عن حقي وحقها الجنوبي المغتصب".

قالت: "إذن أنت من الحراك الجنوبي، الله ينصركم وقلوبنا معكم".

تدخل الضابط وقال: "كلكم انفصاليين".

شكرت موقفها النبيل وأخبرتها بأننا سننتصر.

---

الفصل الرابع: القبر (تحت الأرض)

وصلنا صنعاء، فوجدت في انتظاري ضابط الأمن القومي وأخذني إلى مكتب الأمن في المطار ثم سلمني لستة أطقم عسكرية بالتمام والكمال. أخذوني على متن أحدها وانطلقنا وأنا مغمض العينين حتى وصلنا مبنى عرفت أنه مبنى الأمن السياسي في حِدة، والذي كان يرأسه حينها غالب القمش.

وهناك استقبلني شخص عرّف نفسه بأنه صالح الجبري، مدير سجن الأمن السياسي، وقال لي باللهجة الصنعانية:

> "هيا ما جابك هانا، كان أبوك هنا قبل سنة وباين أنت مُعكّم سَع أبوك، لكن الصدق سَمخ ونحترمه" (أي عنيد لكن شجاع).

> قلت له: "ما بالسجن احترام لكن خيرة الله".

>

وهنا بدأ يشرح لي إجراءات السجن وأولها سحب ملابسك منك وإعطاؤك ثوبًا, الذي يسمى في صنعاء "زِنّة". قلت في نفسي: "من أولها زِنّة.. الله يستر".

بعد ارتداء الزِنّة تم تكميم عينيّ, أخذني الجبري من يدي وأنا كالأعمى أتبعه حتى شعرت بأننا ننزل درجًا ونغوص للأسفل. استمر نزولنا وفهمت أننا أصبحنا تحت الأرض. سمعت صرير باب كبير يُفتح فدخلته, وهنا تم رفع الكمامة من عيني ووجدت نفسي أمام رواق طويل فيه حوالي عشرين زنزانة منفردة.

أخذني إلى إحداها قائلًا: "هذه كانت زنزانة أبيك.. هيا ارحب". ثم رمى لي بقصعة لقضاء الحاجة وقارورة ماء صغيرة وأغلق الباب.

عندها بدأت أتفحص الزنزانة، فهي بدون أي تهوية عدا فتحة في الباب، يعلوها مصباح أصفر قوي لا يُطفأ أبدًا، فلا تفرق بين ليل من نهار، وفراش مهلهل منتهي الصلا.

كان شعوري في تلك اللحظة وكأنني دُفنت حيًا، فالزنزانة كالقبر، وانتابتني حالة من الهم والقهر، ولم أتوقع أن أصمد في هذا المكان، لكن للنفس البشرية قدرة على التحمل لا يدركها الإنسان إلا في مثل خوضه هذه المحن.

كان نظام السجن الانفرادي كالآتي:

لا اتصال مع الأهل.

لا زيارات.

لا ترى الشمس إلا مرة في الأسبوع.

ممنوع دخول الحمام إلا في أوقات معينة وعلى مزاج السجان.

الطعام عبارة عن كدم وفول صباحًا، وبطاطس ورز في الغداء، والعشاء كدم وفول.

لم يكن مسموحًا بالجرائد والتلفزيون بتاتًا في الانفرادي. كان لدي فقط القرآن الكريم، ختمته أكثر من مائتي مرة.

---

الفصل الخامس: جيران الزنزانة

في اليوم الخامس من وجودي بالانفرادي تحت الأرض، فوجئت بشاب يكلمني من فتحة باب الزنزانة وعرّفني على نفسه بأنه جاري، وأن اسمه محمد الحوثي (الذي هو الآن في رئاسة المجلس الثوري للحوثيين في صنعاء).

لم يقصر محمد معي، فقد كان يرسل لي بعض الأطعمة والكتب، منها كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين. كانت الأحلام نزهتنا الوحيدة.

في اليوم السادس زارني أحد الضباط، واسمه قاسم الردفاني، من أبناء ردفان. وللأمانة قام بعمل بطولي معي، كان يهرب لي السجائر والجرائد، كصحيفة الأيام، وينقل لي أخبار وأنشطة الحراك وقوته المتصاعدة، وعن إخوتنا الضاغطين بقوة ليتم إطلاق سراحنا.

أخبرني أن الوالد تم تسميمه في مستشفى حضرموت، ونقلوه إلى الصين بين الحياة والموت، وأن أخي (الفقيد النبيل) فواز معتقل في حضرموت، وبقية إخوتي مشردون. أخبرني أيضًا بأن هناك مجموعة من القيادات الجنوبية تم اعتقالها في الخارج وتسليمها لصالح، وهم الآن في الطابق الأعلى للسجن، على رأسهم المناضل على شائف الحريري والربيعي. كان الردفاني هو حلقة الوصل الوحيدة لي بالعالم، فقد كنت في غياهب الجب.

في اليوم السابع بدأت التحقيقات معي. كانوا يأخذونني في أوقات مختلفة، الفجر، المساء، يتناوبون على التحقيق معي. لم يتم تعذيبي جسديًا ولكن التعذيب النفسي كان أشد وأنكى.

---

الفصل السادس: العنبر (حوثيون وقاعدة)

استمر الحال حوالي الشهرين وأنا في الحبس الانفرادي تحت الأرض، بعدها جاءني صالح الجبري مدير السجن، قائلًا: "هيا قم بـ نطلعك فوق". قلت في نفسي: "يعني عادها بالطويلة".

تم أخذي إلى الطابق العلوي، إلى عنبر كبير فيه 30 معتقلًا: نصفهم حوثيون والنصف الآخر قاعدة، وأنا الحراكي الوحيد بينهم. وهذه كانت حبسة أخرى.

بدأت أفكر كيف أتفاهم مع الطرفين، وجدت أن أغلب عناصر القاعدة من الحضارم وكانوا لطفاء معي، ووجدت الحوثيين أكثر تفهمًا لكوني حراكيًا (طبعًا تفهمهم هذا كان قبل سيطرتهم على صنعاء فلقد اجتاحو عدن بعدها!).

الجميع رحب بي وكأني واحدًا منهم، وأفردوا لي مكانًا بينهم، وأعطوني طعامًا يأتيهم من الزيارات، والذي حُرمت منه أشهر.

تعرفت على جماعة القاعدة، وكانوا لطفاء معي، أتذكر أنشودة دائمًا يرددونها، يقول مطلعها: "بانحرر حضرموت واليمن ".

> قسمت نفسي بين الجماعتين: الأكل مع الحوثيين، والصلاة مع القاعدة.

>

وسبرت الأمور ما عدا بعض المنغصات، التي تحصل بين الفينة والأخرى، بسبب اشتداد النقاش، فأنا بطبعي واضح في آرائي والتي لا تعجب الطرفين.

وجدت من عناصر القاعدة، جمال البدوي (من أبناء مكيراس، متهم بتفجير "كول"), وأيضًا رفيقه البناء. حكوا لي عن قصة هروبهم الشهيرة من سجن الأمن السياسي بصنعاء وكيف عادوا إليه.

حكى لي أيضًا البدوي عن علاقتهم بالسلطات اليمنية ولقاءاتهم المتعددة، حيث اجتمعوا مع قيادات القاعدة في عدن أواخر 2008 وطلب منهم المساعدة في تصفية قادة الحراك وعلى رأسهم الوالد حسن باعوم!

---

الفصل السابع: المحاكمة والصمود

بالمجمل العام كان الاعتقال في العنابر أفضل بكثير من الحبس الانفرادي. فلقد سمحوا لنا باتصال واحد كل شهر للعائلة، وكانت والدتي آمنة باعوم (حفظها الله) هي من ترد على مكالماتي. كانت في كل اتصال تقول:

> "اصمد كن رجلًا، فصالح لم يستطع إخضاع والدك ويريد الآن إخضاعه بك. كل الجنوب معكم لا تخافوا".

>

كانت كلماتها ترفع معنوياتي للسماء. بشروني أيضًا بمولود ذكر، أتاني بعد ثلاث بنات، أسموه حسن تيمُنًا بوالدي. أسعدتني البشرى ودعوت على إثرها المساجين لعزومة وزعنا فيها الإندومي والتونة، فهذا أقصى ما نستطيع الحصول عليه.

لم نكن نخرج للشمس إلا مرة في الأسبوع في ساحة السجن وكنا نسميها "الشماسية", وفي الشماسية كنا نسترق الأخبار، لأن هناك تكتمًا شديدًا وحرصًا على ألا تصلنا أي أخبار. وهناك عرفت بأن لنا إخوة تم حبسهم كالمناضلين قاسم عسكر، وفؤاد راشد، وصلاح السقلدي، وأحمد الربيزي، وأحمد القنع، وعلي شايف الحريري، والربيعي، وآخرون. كانوا في السجن مصرين على تقسيم جماعة الحراك، كل واحد منا في عنبر.

في إحدى صباحات الشماسي، فوجئت بعلي الحريري، يطل علينا من أعلى المبنى ويسلم علينا. سألته: "كيف طلعت؟", فقال إنه تسلق على ظهر أحمد القنع رحمه الله ليراني، ونقل لي تحيته.

مرت الأيام ونحن من تحقيق إلى تحقيق، وكان هناك ضابط ذو رتبة عليا اسمه النميلي، من أقذر ما خلق الله، حقود لجوج حقير، كان يسبب لنا الإزعاج باستمرار.

بعد أيام جاءوا لنا بأولاد الشهيد محمد طماح الثلاثة، اقتادوهم من مطار صنعاء فقد كانوا مسافرين إلى أمريكا، لكن الحال استقر بهم في الأمن السياسي. أيضًا وجدت العميد قاسم الداعري حيث تعرض للتعذيب قبل نقله إلى عدن. كذلك وجدت الفقيد العميد علي السعدي، مكث فترة ثم نقل إلى عدن.

في الأشهر الأخيرة بدأت محاكمتنا أنا وقاسم عسكر، الذين بقينا في الأمن السياسي، أما الآخرون فتم ترحيلهم إلى السجن المركزي بصنعاء. وللأسف الشديد فإن بعض المسؤولين الجنوبيين الذي يتشدقون الآن باسم الجنوب لم يكلف أحد منهم حتى مجرد السؤال عنا، أو متابعة قضيتنا. بل على العكس، فلقد أخبرني المناضل محمد دنبع النخعي، والذي كان معتقلًا في السجن المركزي بصنعاء، أن هناك مسؤولين جنوبيين كانوا يأتون لهم ويحاولون إقناعهم بالعدول عن الحراك الجنوبي، ويتهمونهم بالجنون لتحديهم صالح!

كنا نذهب للمحاكمة أسبوعيًا، وكان هناك قاضٍ جنوبي للأسف وهو من يقاضيني واسمه محسن علوان. غير جدير بلقب قاضٍ, فكل الاتهامات كانت باطلة لكن ما هو إلا جندي ينفذ ما يُملى عليه.

وفي الجلسة النهائية للنطق بالحكم، وكان ممن حضر محاكمتي: الدكتور ياسين سعيد نعمان، وأحمد الزوقري، ومراد الحالمي، والأستاذة رشا العريقي، والصحافية سامية الأغبري. نطق القاضي بالحكم وكان خمس سنوات مع النفاذ وبدون أي أدلة تدينني!

> صرخت مباشرة بأعلى صوتي في المحكمة بأن: "هذا الحكم وسام على صدري".

---

الفصل الثامن: العودة للحياة

عدت إلى زنزانتي وأنا أفكر في الخمس سنوات كيف ستمر علينا ونحن ضيوف النميلي والقمش.

بعد شهرين أتى أمر بالإفراج عنا أنا وقاسم عسكر, وسقط اسم أحمد القنع سهوًا, حتى أنه لم تتم محاكمته!

رفضنا التوقيع على أي تعهد عند خروجنا.

كان ذلك بعد أن قضيت سنة وثلاثة أشهر بالتمام والكمال في سجن الأمن السياسي اللعين. وكان في انتظارنا الفقيد النبيل الشهم صالح شيخ (رحمه الله), وهو من أبناء مكيراس الأبية.

خارج السجن رأيت كل شيء فيه بريق, حتى الإسفلت رأيته يبرق, وكأنني عدت إلى الحياة بعد الموت. بل إن عند وصولنا بيت أحد الإخوة في صنعاء, ورأيت التلفزيون تأملته كأنني أشاهده لأول مرة في حياتي. بالفعل عدنا للحياة.

في اليوم التالي كنا في ضيافة الدكتور محمد حيدرة مسدوس, الذي قام بواجب الضيافة وجمع لفيفًا من الإخوة الجنوبيين في صنعاء للسلام علينا.

في اليوم الثالث عدنا إلى أرضنا, وحظينا باستقبال منقطع النظير, من أول نقطة جنوبية في سناح بالضالع مرورًا بردفان ولحج وعدن وأبين وشبوة إلى أن وصلنا المكلا. كان استقبالًا رائعًا يجسد اللحمة الجنوبية, أنسانا تمامًا غربة السجن, ومدنا بالكبرياء من خلال الشعور بالانتماء لشعب عظيم يستحق التضحية ويستحق الأفضل من قادته واكرر يستحق الافضل من قادته ...

فادي حسن باعوم

متعلقات