ٱراء واتجاهات


عيد الأضحى... والمكان الطبيعي لقيادات الصف الأول في الانتقالي

الإثنين - 09 يونيو 2025 - الساعة 08:42 م

الكاتب: فضل بن نعم الحيدري - ارشيف الكاتب





_
في الوقت الذي يحتفل فيه شعبنا الجنوبي بعيد الأضحى المبارك، وتُقام الولائم وتُتبادل التهاني في المدن والعواصم، هناك رجالٌ جنوبيين  يرابطون في مواقع الشرف، في جبهات القتال، حيث لا صوت يعلو فوق صوت البندقية، ولا عطر أطيب من غبار المعركة.
كان من المنتظر، بل من البديهي، أن يكون لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي – وتحديدًا من الصف الأول – موقف وطني مشرف يليق بثقة الجماهير التي منحتهم تمثيلها، وأن يتوجهوا إلى الجبهات لتهنئة المقاتلين المرابطين، وتناول وجبة الغداء معهم، في أبسط تعبير عن التضامن والتقدير.

أين قيادات الصف الأول من جبهات الشرف؟

وعلئ سبيل المثال :
الدكتور ناصر الخبجي، القيادي البارز، كان يفترض أن يكون في جبهة كرش، حيث المقاتلون يسطرون أروع البطولات على تخوم الشمال، ويستحقون أن يجدوا إلى جانبهم وجوهًا قيادية تعيد لهم الإيمان بأنهم ليسوا وحدهم.

الأستاذ فضل الجعدي، المعروف بصلابته السياسية، كان يُفترض أن يشارك أبطال جبهة سناح فرحة العيد، ويجسّد بمشاركته تلك وحدة الصف وصدق التمثيل.
القائد طيار ناصر السعدي، صاحب الحضور الجماهيري، كنا ننتظر منه أن يكون في جبهة عومران، بين رجالٍ لم يروا أهلهم منذ شهور، لكنهم لم يتخلوا عن أرضهم وكرامتهم.
وفي الساحل الغربي، حيث الجبهة تشتعل بمواجهة المليشيات الحوثية، لم نجد من قيادات الصف الأول من يشارك أبطال الجنوب الميدانيين لحظة فرح أو تهنئة أو حتى كلمة دعم.
أما جبهة ثرة، التي ما زالت تصد العدوان وتتحمل الهجمات، فهل يُعقل أن تمر مناسبة كالعيد دون أن يتكلف أحد من القيادة عناء الحضور أو إرسال وفد رفيع يمثل هيبة المجلس؟
لماذا هذا الغياب؟
قد يُقال إن الارتباطات كثيرة، وإن المسؤوليات متشعبة، لكن الحقيقة أن الميدان هو الشرعية الحقيقية لأي قيادة، ومن يقود أمة في حرب، لا يجوز له أن يتخلى عن ميادين القتال في أيام الوفاء.
المرابطون في الجبهات لا يطلبون الكثير… فقط أن يشعروا أن قيادتهم معهم، ترافقهم في أفراحهم القليلة كما تساندهم في مواقف التضحية الكثيرة.

وختامًا…
نحن لا نشكك في مواقف القيادات، ولكننا نُذكّر أن الرمزية في الوجود الميداني، في هذه اللحظات الفارقة، لها أثر بالغ على معنويات الجنود، وعلى ثقة الشعب بالمجلس.
عيد الأضحى مرّ، لكن التضحية لا تنتهي،
وعسى أن يكون القادم مختلفًا،
فالميادين تنتظر من يُجدد الولاء بالفعل… لا بالتصريحات.

بقلم✍️: فضل بن نعم الحيدري
مختص وناشط جنوبي ..🟫