السبت-10 مايو - 04:00 م-مدينة عدن

دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الجنوبية تنعي وفاة العميد الركن/ عبدالله احمد

الجمعة - 24 نوفمبر 2023 - الساعة 12:40 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _ متابعات





بسم الله الرحمن الرحيم، القائل: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا. صدق الله العظيم.



تنعي دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الجنوبية فقيد الوطن المناضل الكبير والجسور، العميد الركن . د/ عبدالله أحمد بن أحمد ثابت، الذي وافته المنية في العاصمة البريطانية لندن بعد مرض عضال، وبرحيله فقد الوطن الجنوبي أحد أبرز قيادته العسكرية والسياسية وأبرز المفكرين الوطنيين، الذين أوقدوا منذ وقت مبكر شعلة الثورة الجنوبية وحملوا رايتها النضالية التحررية حتى لحظة رحيله..

يعتبر الفقيد من مؤسسي الدائرة السياسية للقوات المسلحة الجنوبية ورواد العمل السياسي في الجيش الجنوبي، تميز خلال خدمته العسكرية الطويلة بالتواضع والمثابرة والإخلاص وبفكر عملي إبداعي خلاق ومتجدد يواكب ويستوعب الأحداث والمتغيرات على الصعيد الوطني والمهني، الأمر الذي جعله منه مدرسة مهنية وسياسية إبداعية ملهمة ومتجددة .. شكلة حياتة النضالية اختزالاً مكثفا لصفحات مهمة من تاريخ القوات المسلحة والوطن الجنوبي، خاض معاركهما الكبيرة في مختلف مراحل البناء بإنعطافانها وتقلباتها الحادة بكل نجاحاتها وإخفاقاتها، لا وجود للهزيمة في قاموسة النضالي ، كان على الدوام متفائلاً بالمستقبل، مؤمنا بأن الانتصار الحقيقي للأوطان والشعوب يكمن في قدرتها على تصحيح أخطاءاتها والنهوض من كبواتها وحشد إمكانياتها للظفر باستحقاقات الحاضر والمستقبل.

بعد حرب 94 والاجتياح والاحتلال الشمالي للجنوب كان الفقيد ضمن كوكبة من القادة العسكريين الذين أجبروا على مغادرة الوطن، الى المملكة العربية السعودية، ورغم هول المأساة وفذاحة الخسارة التي مني بها الجنوب وقواته المسلحة وأثرها النفسي والمعنوي السلبي على مشاعر وقناعات وسلوكيات الكثير من القادة السياسيين والعسكريين ممن فقدوا ثقتهم في المستقبل ، كان الفقيد بثقافته الواسعة وقناعاته الراسخة وخبراته السياسية، وبما يتفرد به من ملكات ومواهب في القراءة الصحيحة لتجارب ودروس التاريخ والاستشراف المستقبلي يتعاطى مع واقع ما بعد 7 يوليو ومع نتائج حرب 94 كظاهرة استثنائية شاذة تفتقر لمقومات وشروط البقاء مثلها مثل أي ظاهرة أخرى استعمارية ..

لقد كانت فترة النزوح من الوطن بالنسبة له محطة للتأمل والتفكير، درس ووثق برؤية نقدية تحليلة أسباب وارهاصات ومعطيات ونتائج تلك الحرب، وعمد إلى صياغة رؤية فكرية ومشروع سياسي نظري مستقبلي لتغيير واقع الجنوب ما بعد "الوحدة" وحرب 94 الغاشمة، .. وحين استقر به المقام كلاجئ سياسي في بريطانيا استثمر واقع الحريات السياسية المتاحة في هذا البلد لتحويل فكرته ومشروعه النظري السياسي إلى قوة فعل مادية واجتماعية وسياسية على الأرض، بتأسيس كيان سياسي جنوبي (تاج) يعمل داخل الساحة الوطنية الجنوبية إلى جانب غيره من الحركات والتنظيمات السياسية التي ظهرت بشكل مبكر على الخارطة الاجتماعية والجغرافية الجنوبية والتي شكلت بمجملها حواضن ثورية ومدارس نضالية تربويه تحررية، تتلمذ فيها ومن خلالها قطاعات واسعة من الشعب حملت على عاتقها راية الثورة الجنوبية السلمية، قبل ان تحمل البندقية لمواجهة الغزو الشمال الثاني للجنوب.

كبيرة هي خسارة الوطن برحيل مثل هؤلاء المفكرين الثوريين والأساتذة الأوائل قبل أن يروا ولادة الدولة الجنوبية التي ناضلوا في سبيل استعادتها، ولكن عزاء الوطن والشعب فيهم بأنهم كانوا رواد إلهام لثورة تحررية تجري اليوم في دماء وعقول وأفئدة كل أطفال وشباب وكهول الجنوب العربي، وإن بذور الثورة التي استزرعوها مبكراً داخل البيئة الوطنية الاجتماعية قد اينعت وأثمرت وقريبا ستحصد خيراتها باذن الله أجيال الحاضر والمستقبل.

إن دائرة التوجيه المعنوي إذ تنعي رحيل الفقيد، تعزي قواتنا المسلحة وقوى الثورة الجنوبية وتعزي شعبنا ووطننا بهذه الخسارة، كما تعزي أهل وذوي الفقيد بهذا المصاب الأليم ، وتعزي أولاده الدكتور عبدالمنعم و الأستاذ نائف، ومكسيم ومجدي و الدكتور أحمد، وكل محبيه، متمنين لهم الصبر على ما أصابهم، ونسأل الله العلي القدير له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته، مكررين ما قاله سبحانه وتعالى: وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن إليه راجعون".

مدير دائرة التوجيه المعنوي وكل ضباط وصف ضباط وأفراد الدائرة

متعلقات