الشيخ د سلطان القاسمي حاكم الشارقة يتحدث عن عدن في ذكرى الاستقلال
الأربعاء - 03 مايو 2023 - الساعة 01:25 ص بتوقيت العاصمة عدن
عدن _ "عدن سيتي": متابعات
الشيخ د سلطان القاسمي حاكم الشارقة يتحدث عن عدن في ذكرى الاستقلال
تحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة 🇦🇪 عن العاصمة عدن في ذكرى الاستقلال
وقال القاسمي :" ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺆﺭﺧﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ … ﺍﺗﻤﻨﻰ أﻥ اﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ؟ ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ أﺟﺪﺍﺩﻧﺎ ﺑﻠﺴﺎﻥ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ، أﻧﺎ ﻻ أﺛﻖ ﻓﻲ أﻥ ﺍإﺭﺷﻴﻒ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻳﺤﻜﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺪﻥ ﺑﺄﻣﺎﻧﻪ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﺨﺪﻡ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ، ﺍﻻﺭﺷﻴﻒ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻳﺮﻳﺪ أﻥ ﻳﺆﺭﺥ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﺪﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ، ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺪﻥ ﺑﺪﺃ ﻣﻌﻲ .. ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻛﺬﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﺭﺷﻴﻔﻬﺎ ﻭﻳﺠﺐ أﻥ ﻳﻌﺮﻑ أﻫﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻﻧﻬﺎ ﺷﺮﻋﻨﺖ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﻭ ﺃﻋﺘﺒﺮﺗﻪ ﺷﺮﻋﻴﺎ ، ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺠﺎﺣﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟
ﻛﺎﻥ ﻟﻌﺪﻥ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ، ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻷﻱ ﻧﻘﻄﺔ أﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺪﺍﺭ ﻧﺸﺎﻁ ﺩﻭﻟﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ) ، ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﺒﺪﻋﻮﻥ ، ﻋﺮﻓﻮﺍ أﻥ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻣﻄﻤﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ، ﻓﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﺄﺑﺪﺍﻋﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﺤﺼﻨﻮﻫﺎ ، ﻭ ﺍﻥ ﻳﺠﻌﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﺳﻬﻞ . ﻓﻴﺤﻜﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺪﻥ ﺗﺤﻄﻤﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ، ﻭ ﺑﺄﺳﺎﻃﻴﻠﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺪﻧﻲ ﺩﺣﺮﺗﻬﻢ .قاﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺍﻥ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ ﻗﺼﺔ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻧُﻔِﺬَﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﻮﻫﺔ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ وأن الكثير ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺪﻥ ، ﻭ ﺑﻌﺾ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻳﺮﻛﺰﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺪﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﻘﻂ .
وأضاف القاسمي :" ﻭ ﻛﺄﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺪﻥ ﻟﻢ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻻ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ، ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﺎﺣﺘﻼﻟﻪ ﻟﻌﺪﻥ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﻞ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻟﻌﺪﻥ ، ﻭ ﻷﻫﻞ ﻋﺪﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ، ﻭ ﺑﺪﺃ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﻭ ﻛﺄﻥ ﻋﺪﻥ ﺑﺪﺃ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻟﻬﺎ ، ﻭ ﺷﺠﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺮ ﻐﻴﺮ الﻋﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻠﺒﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻟﻌﺪﻥ ، ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻐﻠﺖ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﻋﺪﻥ ﻭ ﻧﻬﺒﺘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻌﺪﻥ ﺍﻭ ﻷﻫﻠﻬﺎ وتابع قائلا: ﺍﻧﺎ ﺃﺷﻴﺪ ﺑﺎﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﺍ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺪﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ، ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﺍ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻴﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻘﺎﺳﻢ ﻓﻮﺍﺋﺪﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﻳﺔ ﻭ ﺣﺘﻰ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ، ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﻥ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ .
وقال :" ﻟﻢ ﺍﻗﺮﺃ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺪﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ ﺍﻻﺣﺘﻼل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ؟ ﻭ ﻻ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺰﻳﺪﻱ ، ﻭ ﻛﻴﻒ ﺗﻢ ﺍﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﻋﺪﻥ ، ﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﺘﺸﺮﻑ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﺄﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ ، ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﺪﻧﻲُّ ﺍﺳﻤﻪ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺩﺍﺅﻭﺩ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻱ … ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺪﻥ ﻭ ﻗﺘﻠﻪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ؟ وطالب القاسمي بالبحث ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺪﻥ ، ﻻﻥ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺳﺪﺓ ﻋﺪﻥ ﻭ ﺳﻮﺭ ﻋﺪﻥ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﻜﺮ ﻭ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﻛﺮﻳﺘﺮ . ﺍﺗﻤﻨﻰ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺍﺧﺮﺍﺝ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺳﻼﻃﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﻣﺸﺎﻳﺨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺒﺄﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﻛﻴﻒ ﺳﻨﺪﻭﺍ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻋﺪﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻨﻜﺴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻴﺊ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﻟﻌﺪﻥ .
ونقل عن الدكتور محمد عبد اللطيف ﺍﻟﺒﺤﺮﺍﻭﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ) ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1979 ﻡ ﻋﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ، ﺣﻮﻝ ﻣﻮﻗﻊ ﻋﺪﻥ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﺮﻛﺰﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ : ( ﻭﻋﺪﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﺻﺨﻮﺭ ﺑﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺣﻮﺍﻟﻲ 1776 ﻡ ﻗﺪﻣﺎً ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ، ﻭﻃﻮﻟﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ، ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺃﺱ ﻋﺪﻥ ﻭﻫﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺗﺘﺼﻞ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻋﺪﻥ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺭﻣﻠﻴﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً ، ﻭﻗﺪ ﺑﻨﻴﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻮﻫﺔ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺧﺎﻣﻞ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺻﺨﻮﺭ ﺷﺎﻫﻘﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﺟﺰﺍً ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً ﻋﺠﻴﺒﺎً ، ﻭﻟﺬﺍ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﺁﻛﺎﻡ ﺁﺧﺬﺓ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺮﻗﺎﺏ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ . ﻭﺭﺃﺱ ﻋﺪﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﻗﺪﻳﻢ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻰ 335 ﻣﺘﺮﺍً ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ، ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻬﻤﺪﺍﻧﻲ : ( ﻋﺪﻥ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﺗﻬﺎﻣﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺃﻗﺪﻡ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻫﻲ ﺳﺎﺣﻞ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺟﺒﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺑﺎﺏ ﺑﺰﺑﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﺼﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮ ) . ﻭﺣﻮﻝ ﻋﺪﻥ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﺪﺓ ﻗﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﻮﺀﺍﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ، ﻭﺗﺒﻌﺪ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻋﺪﻥ ﻋﻦ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻴﻞ . ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻣﻴﻨﺎﺀﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺗﺤﻤﻴﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻫﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺻﻴﺮﺓ ، ﻭﻣﻴﻨﺎﺀ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﺴﻤﻰ ﺧﻠﻴﺞ ﻋﺪﻥ ﻭﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻨﺪﺭ ، ﻭﺍﺗﺴﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺳﺘﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍً ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻴﻪ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺗﺴﻌﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍﺕ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻣﺤﻔﻮﻑ ﺑﺎﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻘﻘﺔ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺃﻫﺮﺍﻡ ، ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﻼﺣﻮﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﻋﺪﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻓﺮﺳﺨﺎً ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺍﺕ ﺟﻌﻠﺖ ﻋﺪﻥ ﻣﻮﺭﺩ ﺣﻂ ﻭﺇﻗﻼﻉ ﻟﻤﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ