مسجد الإمام الذُهيبي..منبع للقرآن والعلم منذ مئات السنين

الثلاثاء - 18 أبريل 2023 - الساعة 03:59 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي/ محمد النجار

أرتبطت عدن بمساجدها مُنذ مئات السنين، وأرتبط سُكانُها ايضاً بعُلمائها وقُضاتها ومقرئيها، يتعدد العلماء المتعاقبين على إمامة المصلين في تلك المساجد، وتختلف أصواتهم أثناء تلاوتهم للقرآن الكريم، كل مسجد فيها ينبض بتلاوة وتعليم القرآن وتكتض فيه الحلقات ويتخرج منه الحافظون بإستمرار، مسجد الإمام المقرئ محمد بن أحمد الذُهيبي واحد من تلك المساجد التي أشتهرت بتعليم القرآن وعلومه.

هُنا وعلى شارع الملك سُليمان في كريتر حاضرة مدينة عدن، يُمكنك سَماع أصوات شجيّه تنساب من مكبرات صوت مسجد الذُهيبي عند كل صلاة، تقترب أكثر لترى أمامك المسجد بطوابقه الثلاثه ومئذنته الصغيره وأبوابه ونوافذه الخشبية، ولكي تُشبع فضولك ستقرر الدخول لترى المسجد من الداخل وتتعرف أكثر على كل تفاصيله وحكاياته.

بُني مسجد الإمام محمد بن أحمد الذُهيبي عام (701 للهجرة) على مقربة من جامع عدن الشهير، أكثر ما يميز هذا المسجد هو العلماء الذين تعاقبوا على الإمامة والتدريس فيه والذين تم ذكرهم في العديد من الكتب الإسلامية، ومما زاد من شُهرت المسجد هو بناء الأميرة إختيار الدين زوج الملك الظاهر يحيى الرسولي لدار أيتام ومدرسة سُمّيت بالمدرسة الياقوتية بجواره وتعيينها بعض من العلماء للإمامة والتدريس في المدرسة والمسجد وذلك عام (842 للهجرة)، مما جعلهم مناراً يقصده طلاب العلم من عدن وخارجها.

للمسجد جزء من التسمية فلقد اصطلح الناس على تسميته بمسجد محمد بن أحمد الذُهيبي لأن الإمام المقرئ محمد الذُهيبي الملقب بالبصّال عمد على التدريس فيه لعدة سنوات حتى وفاته عام 848 للهجرة ودفن بالمقبرة المجاورة للمسجد الواقعة ما بين المسجد وجامع عدن والتي سُميت "مقبرة البصّال" بعد دفنه فيها، والتي للأسف أندثرت ولم يبقى منها سوى قبر الإمام الذُهيبي.

مَر المسجد بتوسّعات عديدة، فلقد أُعيد بناءه أكثر من مرّه، كان آخرها عام 1970م عندما تكفل الحاج عبدالرحمن بحصو بهدم وإعادة بناءه على الطراز العدني الحديث وهو البناء الأخير والذي لم يطرأ عليه سوى بناء مدرسة لتعليم القرآن فوق الطابق العلوي للمسجد.

كان الغرض من إنشاء مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم هو التوسّع في تدريس القرآن في مدينة عدن، عندما قرر شيخ القرآن أمين باوزير الأنتقال هو وطلابه من مسجد العسقلاني إلى مسجد الذُهيبي بعد تعيين الأوقاف له إماماً لمسجد الذُهيبي، حينها أجتهد بتدريس الطلاب القرآن الكريم وتخرج علي يديه عشرات الحفاظ والذين واصلوا مسيرة تعليم القرآن الكريم للطلاب داخل مسجد الذُهيبي وبقية مساجد عدن واستطاعت المدرسة التي سُمّيت بمدرسة الفاروق لتحفيظ القرآن الكريم ان تُخرّج مئتان حافظ وحافظة حتى كتابة هذه السطور.

متعلقات