السعودية تُفكّك السيادة اليمنية: جيوش موازية بمرجعيات سلفية تُدار من خارج الدولة ( صور )

الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - الساعة 07:29 ص بتوقيت العاصمة عدن

اليمن " عدن سيتي " صبري عبيد : متابعات





تواصل السعودية بناء تشكيلات عسكرية خارج إطار الشرعية اليمنية ومؤسساتها الرسمية، بمرجعيات سلفية وهابية، بما يتيح لها السيطرة على هذه القوى وتوجيه حركتها سياسيًا وأمنيًا عبر الغطاء الديني. ويأتي هذا المسار ضمن إعادة هندسة المشهد العسكري اليمني من خارج القرار السيادي، وتحويل القوة المسلحة إلى أداة إدارة خارجية مباشرة.
في هذا السياق، تكشف معطيات ميدانية متطابقة عن طبيعة ما يُسمّى �قوات الطوارئ اليمنية� بوصفها تشكيلًا عسكريًا أُنشئ بدعم وتدريب وتسليح سعودي مباشر، وبهيكل تنظيمي منفصل كليًا عن وزارة الدفاع اليمنية ومؤسساتها الرسمية، في نموذج يعكس انتقال القرار العسكري من الإطار السيادي الوطني إلى إدارة خارجية.
وبحسب المعلومات، لا تتبع قوات الطوارئ وزارة الدفاع، بل تخضع لإدارة �هيئة إدارة القوات اليمنية� في قيادة التحالف، بإشراف اللواء فلاح الشهراني، ما يجعلها عمليًا قوة موازية للجيش الوطني، تعمل خارج التسلسل القيادي المعتمد للدولة اليمنية.
وتتكوّن هذه القوات من عدة تشكيلات رئيسية، أبرزها الفرقة الأولى طوارئ بقيادة العميد ياسر المعبري، والمتمركزة في منطقة الرويك بصحراء مأرب، ويُقدَّر قوامها بين 7 إلى 9 آلاف مقاتل. كما يشرف المعبري على محور آزال العامل في جبهات باقم شمال صعدة.
إلى جانب ذلك، تنتشر الفرقة الثالثة طوارئ بقيادة اللواء عمار طامش في منطقتي الوديعة والعبر، بقوام يتراوح بين 4 إلى 5 آلاف جندي، إضافة إلى تشكيلات لقوات الطوارئ في محافظة شبوة بقيادة العميد عبد ربه لعكب، ضمن توسعة جديدة ممولة سعوديًا.
وتشير البيانات إلى أن قوام قوات الطوارئ بلغ قرابة 20 ألف جندي بنهاية عام 2025، مع تركيبة بشرية ذات خلفية سلفية، غالبيتها من محافظات صعدة، المحويت، ذمار، وإب، بما ينسجم مع طبيعة المرجعية الأيديولوجية التي تعتمد عليها هذه التشكيلات.
وقد تلقّى منتسبو هذه القوات تدريبات مكثفة داخل الأراضي السعودية، شملت معسكرات في شرورة والطائف وخميس مشيط، حيث تخرّجت في أغسطس 2025 دفعات كبيرة من الفرقة الأولى طوارئ في الرويك، تحت إشراف ضباط سعوديين بشكل مباشر.
أما على مستوى التسليح، فتضم قوات الطوارئ منظومة عسكرية متقدمة تشمل مدرعات سعودية وأجنبية، وصواريخ موجهة من طراز �تاو�، ومدفعية هاوتزر، وأطقم لاندكروزر مزوّدة بدوشكا، إلى جانب طائرات مسيّرة لأغراض الاستطلاع، ومنظومات اتصالات مشفّرة.
ورغم التشابه في المرجعية السلفية والدعم السعودي، تؤكد المصادر أن قوات الطوارئ تختلف قانونيًا وتنظيميًا عن �قوات درع الوطن�، التي تتبع رسميًا القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في حين تخضع قوات الطوارئ لإدارة مباشرة من قيادة التحالف، بما يكرّس واقع التعدد العسكري خارج مؤسسات الدولة.
ويرى مراقبون أن هذا النموذج لا يعزّز الاستقرار، بل يكرّس الوصاية، ويقوّض مفهوم الجيش الوطني الواحد، ويحوّل القرار العسكري اليمني إلى قرار مُدار من خارج مؤسسات الدولة، ما يفتح تساؤلات جدّية حول مستقبل السيادة العسكرية ووحدة القرار الأمني في اليمن.
اعداد صبري عبيد

متعلقات