"الأدب كفعل تحرر وضمير الآمة" ..؟!
الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - الساعة 05:29 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن "عدن سيتي" عصام خليدي
الأدب ليس ترفاً لغوياً
يُمارس في صالونات النخبة ، ولا هو طقس جمالي يُستعرض في مواسم الجوائز ، الأدب ، حين يكون صادقاً ، يتحول إلى فعل مقاومة ، إلى صوتٍ يصرخ في وجه الصمت ، إلى نبض يُعيد للإنسان وعيه المسلوب ..
إن القلم ليس أداةً للزخرفة ، بل هو "مشرط يُجري جراحةً" في جسد المجتمع ، يُزيل الأورام الفكرية ، ويُحرر العقل من أسر الموروثات التي تحولت إلى سجون مقدسة ،
فكم من معتقد يُردد دون فهم ، وكم من فكرةٍ تُقدّس دون مساءلة ، وكم من عقل يُكبل باسم الطاعة ، ويُمنع من الحلم باسم الخوف .
أيها الكُتّاب ، أنتم لستم صُناع الكلمات فحسب ، أنتم بناة الوعي ، ومهندسو الإدراك ، وحُرّاس الحقيقة ،
لا تكتبوا لتُعجبوا ، بل اكتبوا لتُزعزعوا ، لتُقلقوا ، لتُوقظوا ،
لا تُهادنوا الجهل ،
ولا تُجمّلوا القبح ،
ولا تُبرروا الصمت ..
اجعلوا من أقلامكم منابر للكرامة ، ومن نصوصكم دعوات للتحرر ، ومن خيالكم جسوراً نحو واقع أكثر عدالة ..
اكتبوا عن الإنسان الذي يُهان باسم العادات ، ويُقمع باسم الدين ، ويُسحق باسم النظام ، اكتبوا عن المرأة التي "تُختزل في جسد" ، وعن الطفل الذي يُولد في الظلام ، وعن العامل الذي يُدفن حياً في لقمة العيش .
اكتبوا عن الحرية ،
لا كحلمٍ بعيد ، بل كحقٍ يومي ، وعن الفكر ، لا كترف نخبوي ، بل كضرورة وجودية ..
فالأدب الذي لا يُحرر ، يُخدّر ، والكلمة التي
لا تُنير ، تُضلل . والقلم الذي لا يُقاوم ، يُشارك في القمع بصمت خبيث ..
كونوا صوتاً لمن لا صوت له ، وضميراً لمن فقد ضميره ، وذاكرة لمن سُرقت منه ذاكرته .. فأنتم ،
إن اخترتم الصمت ، تُخونون المعنى ، "وتُفرطون في الرسالة" .
كتب الفنان / #عصام_خليدي .