حوار مع : نائب رئيس جامعة تعز لشؤون التربة..
حافظنا على استمرارية التعليم ونقترب من التحول إلى جامعة مستقلة
الخميس - 20 نوفمبر 2025 - الساعة 10:40 م بتوقيت العاصمة عدن
تعز " عدن سيتي " اجرى الحوار " نيران توفيق"
- الرباصي: توسع أكاديمي نوعي يواكب احتياجات المجتمع بموارد محدودة للغاية
- قيادة الجامعة تتبنى مشروع تحويل فرع التربة إلى جامعة مستقلة قريباً
- برامج جديدة في الصيدلة والأمن السيبراني تعزز حضور الفرع أكاديمياً
- معامل ومختبرات حديثة ومنظومة طاقة شمسية تدعم البنية التحتية للفرع
- موازنة تشغيلية ضعيفة وتزايد أعداد الطلاب أبرز التحديات أمام الفرع
وسط ظروف الحرب التي ألقت بظلالها على مختلف مؤسسات الدولة، نجح فرع جامعة تعز في التربة (جنوب المحافظة) في ترسيخ حضوره كمؤسسة تعليمية صامدة، محافظاً على ديمومة التعليم ومواصلاً التوسع الأكاديمي، رغم محدودية الإمكانات وموازنة حكومية لا تتجاوز 28 مليون ريال، واليوم، وعلى أعتاب مرحلة جديدة قد تشهد تحول الفرع إلى جامعة مستقلة، يفتح نائب رئيس جامعة تعز لشؤون فرع التربة، الدكتور أحمد الرباصي، قلبه في هذا الحوار الخاص، ليكشف أبرز محطات الصمود وجهود التطوير، ومسار مشروع التحول نحو جامعة مستقلة الذي يقترب من التحقق.
استمرار التعليم رغم الحرب
- بعد 11 عاماً من الحرب، كيف تمكن فرع جامعة تعز في التربة من الاستمرار دون توقف؟.
** واجه الفرع تحديات كبيرة، أبرزها انقطاع الموازنة الحكومية لسنوات طويلة، واضطررنا خلالها إلى الاعتماد على الموارد الذاتية المحدودة ورسوم الطلاب الموازي. ومع ذلك، وبفضل دعم قيادة الجامعة ممثلة برئيسها أ.د. محمد الشعيبي، ومساندة المجتمع المحلي، لم تتوقف العملية التعليمية ليوم واحد، ويضيف: "حالياً يخدم الفرع 4,504 طالباً وطالبة، ويعمل فيه 134 عضواً في هيئة التدريس و120 موظفاً رسمياً ومتعاقداً، وهو رقم كبير إذا ما قورن بحجم الدعم المالي الحكومي".
دعم رئيس الجامعة
- ما الدور الذي لعبه رئيس الجامعة د.محمد الشعيبي في دعم الفرع؟.
** النجاح الذي تحقق في فرع التربة مرتبط مباشرة برؤية ودعم رئيس الجامعة. فمنذ اليوم الأول منحنا استقلالاً مالياً وإدارياً واسعاً، وصلاحيات مباشرة مكّنتنا من تنفيذ مشاريع كبيرة بثبات، ويضيف: "الأهم من ذلك، أن رئيس الجامعة تبنى فكرة تحويل فرع التربة إلى جامعة مستقلة، وأشرف على إعداد دراسة متكاملة بهذا الخصوص، وصولاً إلى رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي، الذي أبدى اهتماماً كبيراً بالمشروع، ونأمل أن يصدر قرار التحويل مطلع العام المقبل، بما يتناسب مع حجم الفرع وقدراته الأكاديمية والبشرية".
التوسع الأكاديمي
- ما أبرز التخصصات الجديدة التي افتتحها الفرع؟.
** في كلية العلوم الطبية والصحية افتتحنا قسم الصيدلة، ونعمل حالياً على استكمال إجراءات برنامج طب الأسنان. كما أضفنا تخصص الأمن السيبراني في كلية الحاسبات وتقنية المعلومات، وتخصص الترجمة الإنجليزية في كلية التربية والآداب والعلوم، وفي مركز خدمة المجتمع، افتتحنا دبلوم فني أسنان ودبلوم القبالة والتوليد بنظام ثلاث سنوات.
الدراسات العليا والبحث العلمي
- ماذا عن برامج الدراسات العليا والبحث العلمي؟.
"** للفرع دائرة دراسات عليا تتمتع بكامل الصلاحيات والدعم، ولها مجلة علمية محكمة حصلت على تصنيفات عربية متقدمة. العام الماضي دشنا برنامج الدكتوراه في عدد من التخصصات التربوية، والتحق به 14 طالباً وطالبة كدفعة أولى، كما منحنا شهادات الماجستير في التخصصات التربوية والإنسانية والمحاسبة وإدارة الأعمال، ونواصل العمل على استكمال إجراءات فتح برامج ماجستير في علوم الحاسوب والرياضيات واللغة الإنجليزية.
المنشآت والمعامل التطبيقية
- ما أبرز المعامل والمرافق التي تم تجهيزها؟.
** لدينا مبنى خاص بالمعامل الطبية والتربوية، ويضم مختبرات في البيولوجي والفيزياء والكيمياء، إضافة إلى مختبرات طبية ومعامل حاسبات، وفي عام 2025 حصلنا على معملين للحاسوب يضمّان 100 جهاز عالي التقنية، كمنحة من عضو المجلس الرئاسي الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح.
مكتبة إلكترونية متكاملة
وأضاف: "كما أنشأنا أول مختبر طبي تعليمي للطلبة في الجامعات الحكومية بدعم من فخامة الرئيس ومؤسسة الخير للتنمية، بتكلفة 40 ألف دولار. وأضفنا المرحلة الأولى من معمل العقاقير الطبية لطلبة الصيدلة بتكلفة 25 مليون ريال من الموارد الذاتية". كما تم تجهيز مكتبة مركزية مزودة بمكتبة إلكترونية متكاملة وأجهزة حاسوب لخدمة الطلاب والباحثين.
التطوير الفني والتكنولوجي
- حدثونا عن التطور الفني والتكنولوجي الذي شهده الفرع؟.
** نفذنا أتمتة شاملة للأداء المالي والإداري، وأنشأنا منظومة محاسبية إلكترونية حديثة، كما قمنا بصيانة شبكة الحاسوب في الكليات وربطها بنظام إلكتروني خاص بشؤون الطلاب، وسيتم قريباً الربط بنظام "الاستارلينك"، وهذا العام أيضاً حصلنا على منظومة طاقة شمسية بقدرة 80 كيلووات وبتكلفة 80 ألف دولار، بتمويل كريم من الفريق الركن طارق صالح، مما أنهى معاناة تشغيل مولدات الديزل وتكاليفها الباهظة.
أبرز التحديات
- مع كل هذا التوسع، ما أبرز التحديات التي لا يزال الفرع يواجهها؟.
** نحتاج بشكل عاجل إلى إنشاء مبنى متكامل لكلية الحاسبات وتقنية المعلومات، وسكن جامعي لأعضاء هيئة التدريس، واستكمال بناء سور الحرم الجامعي لحماية أراضي الجامعة. كما أن الموازنة التشغيلية الحكومية الحالية، البالغة 28 مليون ريال، لا تتناسب مع حجم كليات وبرامج الفرع التي تخدم أكثر من 4,500 طالب في تخصصات متعددة، مقارنة بجامعات أخرى تحصل على موازنات أعلى رغم حجمها الأقل.
نعمل بروح مؤسسية
- كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار؟.
** رغم سنوات الحرب وشح الموارد، أثبت فرع جامعة تعز في التربة قدرته على النهوض ومواصلة البناء. نعمل بروح مؤسسية، وبالتشغيل الأمثل للموارد الذاتية، وبدعم قيادة الجامعة والجهات المساندة، وسنواصل العمل ليصبح الفرع جامعة مستقلة تخدم المنطقة".