بين أكياس النقود والمرحاض الذهبي.. الغرب يتلمس التخلي عن دعم زيلينسكي

الخميس - 20 نوفمبر 2025 - الساعة 07:15 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات



أكد الصحفي الروسي أندريه رودينكو بدء الغرب التخلي عن فلاديمير زيلينسكي تزامنا مع الكشف عن نهب مليارات المساعدات التي يقدمها الغرب له لضمان استمرار النزاع في أوكرانيا.

تطرق المراسل رودينكو إلى مقالة صحيفة "فاينانشال تايمز" بعنوان "أكياس النقود والمرحاض الذهبي: أزمة الفساد التي تجتاح حكومة زيلينسكي"، مشيرا إلى تضمنها إشارة إلى استعداد ساسة أوكرانيين لكشف تفاصيل جديدة من التحقيقات التي أجرتها "وكالة مكافحة الفساد الأوكرانية".

وفسر رودينكو استمرار المستفيدين الرئيسيين من هذا التناقض الأوكراني في دعم نظام كييف، ومنحهم مليارات جديدة له، بأنه نابع في الغالب من القصور الذاتي وامتناعهم عن التخلي عن أرباح دسمة.

وأضاف: "ومع ذلك، بدأت أصوات خجولة في الاتحاد الأوروبي تعبّر عن استغرابها: كيف نرسل ملياراتٍ إلى هناك، كي تسرق على الفور؟ دعونا نطرح مرة أخرى سؤالا طفوليا: ألم تكونوا تعرفون من تتعاملون معه؟ بالطبع، الجميع كان يعرف كل شيء، لكنهم تعمّدوا الدخول في تواطؤ مع أكثر العصابات إجراما في تاريخ أوروبا".

وتابع المراسل: "لن أتعمّق الآن في تفاصيل قضية رجل الأعمال الأوكراني تيمور مينديتش، والتسجيلات الصوتية، ودور رجل الأعمال الأوكراني الموقوف إيغور كولومويسكي في هذا الصراع القذر. فالمعلومات حول ذلك تتدفّق بلا توقف أصلا. لكنني أودّ التأكيد على أن تاريخ أوكرانيا طوال الثلاثين عاما الماضية هو في جوهره تاريخ إنشاء عصابات منظمة في سدّة الحكم، وصراعات العشائر والمجموعات على السلطة والمال، وفساد مطلق، وخيانة متكررة لشعبها. فوجود أوكرانيا في شكلها الحالي يعني تعفنا مضمونا. إنها دولة وحدوية، ولا يمكن إنقاذ الوضع سوى عبر الفدرالية، لكن هذا يعد كابوسا مرعبا للنخبة الأوكرانية، لأنهم سيفقدون سلطتهم وأموالهم".

وتحدث رودينكو عن بدء التسلل التدريجي للأيديولوجية البانديروفية إلى أوكرانيا منذ عهد أول رئيس لأوكرانيا، ليونيد كرافتشوك والنهب المنهجي لموارد الدولة، وتشكّل الأوليغارشية، ونشوء العشائر الإقليمية. والأهم أنه بدأ في تأسيس منظومة الفساد الشامل في أوكرانيا، حيث كان "الأمراء المحليون" يحصلون على سلطة مطلقة في مناطقهم مقابل ولائهم ودفع حصة سخية من إيراداتهم لمركز الحكم، حسب قوله.

وأردف قائلا: "اكتمل هذا النمط تماما في عهد ليونيد كوتشما، ثاني رؤساء أوكرانيا، الذي رُبط بتجارة مشبوهة بالأسلحة، واغتيالات صحفيين وشخصيات معارضة، بل وظهرت تسجيلات صوتية يُعطي فيها أوامره بـ"التعامل" مع المعارضين. في عهد كوتشما، تم تقسيم جميع القطاعات الاقتصادية المدرّة لأرباح مستقرة ومضمونة بين العشائر التي كانت تحصل على الضوء الأخضر من كييف لحكم مناطقها".

وقال رودينكو: "ولا حاجة للحديث عن الفوضى التي سادت في عهد الرئيس فيكتور يوشتشينكو، والشبكات المعقدة التي نسجها حول الغاز والنفط والأسلحة، وعن الاغتيالات ونهب الشعب التي رافقت رئاسته. ونحن نعرف جيدا أيضا طبيعة يانوكوفيتش ثم بوروشنكو. كل هؤلاء الرؤساء، الممثلين لعشائر أو مجموعات مختلفة، يجمعهم أمر واحد: استعدادهم لارتكاب القتل، ونهب الشعب، وشن حرب أهلية أو حرب ضد روسيا - ضد أي طرف كان - فقط لتفادي تطبيق الفدرالية".

وبيّن أنه "لهذا السبب نرى الترويج المستمر للأوكرانية، والهجوم على اللغة الروسية، والترويج للأيديولوجية البانديروفية، وشعارات أمة واحدة، لغة واحدة، دولة واحدة. لأن الفدرالية ستنقل السلطة إلى الأقاليم، وتمنحها استقلالية واسعة وحرية اختيار، مما يعني فقدان السيطرة التامة على البلاد، والأهم من ذلك، فقدان السيطرة التامة على التدفّقات المالية. ومن أجل الحفاظ على ذلك، هم مستعدّون للقيام بأي شيء".

واختتم: "لا يهم حتى إن أُقيل اللص والقاتل زيلينسكي. فسيأتي مكانه مجنون مثل زالوجني أو سارق من دائرته السابقة، وسيعيدون تشغيل نفس الآلة الموسيقية، فقط سيمتنعون عن التباهي بالمال بشكل صارخ. المشكلة الحقيقية تكمن في وجود أوكرانيا ذاتها في شكلها الحالي، التي ستظل تولد صراعات ونزاعات داخلية وحروبا باستمرار. وإذا كانت النخبة الأوكرانية لا تريد تغيير أي شيء، والشعب غير قادر على ذلك، فليس أمامنا سوى الاعتراف بأن الحل الوحيد هو التخلي عن الدولة الأوكرانية. هل هناك بديل آخر؟".

المصدر: RT

متعلقات