من هدوء الريف إلى ضجيج المدينة..من بيئة صعبة حبلى بأوبئة الإحباط إلى بيئة مثالية زاخرة بالأمل والتفاؤل..
الأحد - 09 نوفمبر 2025 - الساعة 03:36 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن "عدن سيتي" محمد العولقي
لم يكن الحارس الشاب وليد صالح حنين يدري وهو يطوي المسافات بقبضتي يديه..أنه على موعد مع مكافأة تنسجم مع عطائه وتصدياته البارعة..
آمن بأن الأحلام لا تسكن وسائد الخيال.. انطلق بنشاطه الخصب إلى عدن..تحرر من قيود الريف..كسر قيد الرتابة..وعندما حط الرحال في نادي الروضة أصبح يحصي أحلامه على أرض الواقع..
هذا الحارس الجسور كان فقط بحاجة إلى فرصة صغيرة ينفد خلالها من خرم إبرة واقعه الصعب إلى فضاء رحيب واسع يحتضن ملكة موهبته في الحراسة..
وليد صالح..أحسن حارس مرمى في دوري عدن الممتاز..سبق معنوي مستحق لحارس مرمى كان ثلاثة أرباع فريقه..
وليد صالح..الفائز بالقفاز الذهبي في دوري عدن..نسج من قفازيه حكاية تحد تستحق أن تروى لكل لاعب ريفي ضاقت عليه الدنيا بما رحبت..
وليد صالح.. أعرفه جيدا..ابن العين.. خاض تجربة مع نادي فحمان.. انبهر به الكابتن محمد حسن البعداني.. أخذه معه إلى قائمة منتخب الناشئين الأولية..ثم لا أدري ماذا حدث بعد ذلك..؟
وليد صالح الذي يبرز كما لو أنه يحمل تصميم وإرادة الحارس وليد في مسلسل كابتن ماجد..لا يسمح للشك بأن يتسرب إلى نفسه..قوي ذهنيا..صلبا نفسيا..يحمل في قلبه جسارة أسد جائع..وفي رأسه حكمة ثعلب..وفي يديه زمجرة العواصف..
هذا الحارس كان حديث الجمهور في دوري عدن الممتاز..عندما تحصي الأهداف التي سكنت شباكه تسأل كيف يكون الحارس الافضل بين جميع الحراس..؟
الإجابة ببساطة..وليد صالح أنقذ الروضة من بلاوي كثيرة ومن أهداف أكثر ثلاثة أضعاف من الأهداف التي سكنت مرماه..
حارس مثل هذا بعيد عن المنتخبات السنية..لأنه باختصار يدفع ثمن اختيار اللاعبين على طريقة الذاكرة الضعيفة أو بقرون الاستشعار عن بعد..ويا بخت من كان له أنيس في ليالي ونيس..
محمد العولقي