فخامة الرئيس عيدروس الزُبيدي قول وفعل قال من لم ياتي الينا سناتي أليه.
الأربعاء - 15 أكتوبر 2025 - الساعة 07:02 م بتوقيت العاصمة عدن
تقرير "عدن سيتي" خاص
وترجمت ذلك الزيارة التي قام بها اليوم فخامة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى منزل المناضل الجنوبي صلاح الشنفرة في قُول سَبولة بمدينة الضالع، تُعدّ حدثًا سياسيًا ذا عمق ووزن استثنائي، يحمل أبعادًا وطنية وتاريخية تتجاوز الإطار البروتوكولي إلى عمق المشروع الجنوبي برمّته.
فمن الناحية السياسية، تعكس هذه الزيارة رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي في ترسيخ نهج الشراكة الوطنية الجنوبية الجامعة، القائمة على مبدأ احتواء كل القوى والتيارات والشخصيات النضالية التي آمنت بالقضية الجنوبية وسعت إلى تحقيقها منذ بواكير الحراك الجنوبي الأول. وهي رسالة واضحة بأن البيت الجنوبي يسع الجميع، وأن مشروع استعادة الدولة لا يمكن أن يُبنى إلا بتكامل التجارب وتوحيد الصفوف وتقدير رموز النضال الذين أسهموا في رسم معالم الطريق.
أما من الناحية التاريخية والرمزية، فإن زيارة الرئيس الزُبيدي إلى بيت المناضل الشنفره في الضالع – مهد الثورة الجنوبية وموئل انطلاقتها – تحمل دلالات الوفاء والاعتراف بالرمزية التاريخية للضالع كمنارة نضال جنوبي أصيلة، وقدّمت عبر مراحل النضال الحديث أرواح أبنائها ودماءهم قربانًا في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال. إن هذه الزيارة تُعيد وصل الماضي بالحاضر، وتؤكد أن جذور المشروع الجنوبي ضاربة في عمق التاريخ والإرادة الشعبية التي لم تلن ولم تتراجع.
ومن زاوية الرسائل السياسية العميقة، فإن اللقاء بين القائد عيدروس الزُبيدي والمناضل صلاح الشنفره يُمثل تجسيدًا حيًا لوحدة الصف الجنوبي الميدانية والسياسية، ويبعث برسالة طمأنة إلى الشارع الجنوبي بأن القيادة تسير بخطى واثقة نحو لمّ الشمل وتوحيد القرار، وأن الخلافات التاريخية أو التباينات السابقة لا مكان لها أمام الهدف الأسمى: استعادة وبناء الدولة الجنوبية على أسس العدالة والكرامة والسيادة الوطنية.
باختصار، يمكن القول إن زيارة الرئيس الزُبيدي إلى بيت المناضل الشنفره ليست مجرد حدث اجتماعي أو زيارة بروتوكولية، بل هي حدث وطني عميق يؤسس لمرحلة جديدة من الوفاق الجنوبي، والتلاحم القيادي والشعبي، ويؤكد أن الضالع ستظل القلب النابض للجنوب، وأن القيادة الجنوبية تتجه بخطوات مدروسة نحو بناء دولة تتسع لكل أبنائها، وتستمد قوتها من تاريخها ورموزها ونضال رجالها المخلصين.
د. عبدالرزاق عبدالله البكري.