الفرصة الأخيرة التي حبست الأنفاس..الفرصة التي كادت تلقي بالمنتخب السعودي إلى نيران متاهة ملحق صعب.

الأربعاء - 15 أكتوبر 2025 - الساعة 09:46 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي


ركلة حرة مباشرة جاءت كضربة قاضية شعرت لحظتها بأن القدر قرر معاقبة الأخضر السعودي على فرصه المهدرة أمام المرمى العراقي..
تلك اللحظة التي خطط لها جراهام آرنولد طويلا..تلك اللحظة التي اعتبرها العراقيون في المدرجات مفتاح الفرج بعد مشقة وصبر طويل..
ركلة حرة في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع..وقف الجمهور العراقي على أطراف أصابعه..في حين ساد التوتر والقلق مدرجات الجمهور السعودي..
تسارعت دقات القلوب كأن الجميع كان في سباق ماراثون.. الأنفاس تلهث..الصدور منقبضة..بين انفراجة عراقية وارتعاشة سعودية..
وقف الحارس السعودي نواف العقيدي يرتب الحائط..يسد الثغرات..كان هناك العراقي حسن عبد الكريم..يقيس المسافة بقرون الاستشعار..يضبط زاوية الرؤية..ثم رفع الكرة البلاتينية بقوة فوق الحائط السعودي..اجتازت المحيط..عبرت الهواء..اندفعت مثل تيار كهربائي لاسع إلى الزواية اليمنى..كانت كرة موزونة من الصعب اللحاق بها أو تعقبها..لكن ذلك المنطق لا ينطبق على العقيدي..
الحارس نواف العقيدي اقلع من مطار زاويته اليسرى..تمطى.. أردف إعجازيا وناء بكلكل..طار بسرعة البرق..وفي جزاء من الثانية..حول مسار الكرة بأطراف أصابعه عن مرماه..
تساقط العراقيون غير مصدقين..هتف منفذ الركلة حسن عبد الكريم في ذهول:
يا إلهي..مستحيل..
اندفع اللاعبون السعوديون خلف نواف العقيدي يمطرونه بالقبلات..لقد كان نواف العقيدي الحبكة الدرامية التي باحت بكل أسرارها في نهاية فليم مونديالي مرهق للأعصاب وللعيون معا..

محمد العولقي

متعلقات