الأحد-11 مايو - 10:27 ص-مدينة عدن

الذكريات تغوص في أعماق لويس إنريكي..

الجمعة - 09 مايو 2025 - الساعة 09:25 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي



وحده من يبكي ظله..وحده من يرثي وجدانه..وحده من يسكن بين أنياب الألم..قلب قاحل هجرته الطيور..صدر بور لا ينبت فيه زنبق..
تشانا الطفلة الوديعة كانت دوحته..ترقص تحت ظلاله.. تغني داخل قفصه الصدري..تعزف على أوتار حباله الصوتية..بابا كانت أغلى هدية يتلقاها الأب لويس إنريكي صباحا..
هذا الإسباني باذخ الحزن..يعصره ألم الفراق..مسحة الأسى تبدو مطبوعه على محياه..لا يرى شيئا سوى طيف تشانا..
لويس إنريكي منذ أن رحلت طفلته تشانا وهو يموت كل ثانية..كل شيء جميل رحل فجأة..يهرب من ذكرياته المريرة إلى عمله كمدرب..
ألا ترون إنريكي متجهما..شاردا..يرنو إلى أعماق سحيقة.. إنه هناك حيث طيف تشانا..تغني على كتفه.. تداعب لحيته..تنام على صدره..ذلك الفم الصغير المعطر الذي يقطر عسلا هنا..يحسه يشعر به..كما لو أن تشانا إلى جواره..هي هي تلك الطفلة الشقية..مضمخة الأطياف كأنها ولدت من فم الفجر..
لويس إنريكي يقود مشروع باريس سان جيرمان بنجاح..الواقع هو مشروع تشانا..هي ملهمته..هي وقوده..هي فكره..كلما فاز لويس رفع يديه إلى أعلى..إنها هناك تلعب وتحتفل..ألعابها في غرفة النوم تضج بالفوضى..تشانا هنا بكل تأكيد..حوله..تداعبه..تلاعبه..تدبر له المقالب..
أوجاع لويس إنريكي ليس لها حدود..آلام النفس من الداخل مبرحة للغاية..لكنه يضغط على أنفاسه لأجلها..لقد وعد والدته بأن يصنع لتشانا جنة في باريس..هذا مشروعها وليس مشروعه..
مر مشروع لويس إنريكي ببعض المنعطفات الصعبة..كاد يغادر دوري أبطال أوروبا من الدور التمهيدي..جثا على ركبتيه ذات مساء..بكى بكاء مريرا..لأجل تشانا الصغيرة..لا يريد أن يغضبها..علبة الحلوى في يمينه وقطعة الشوكلاته السويسرية الفاخرة في يساره..تشانا هناك تراقب الباب..في حالة وثوب نحو الأب..
لويس إنريكي لا ينام..يغمض عينيه..لكن عقله لا يسترخي.. إنه معها..تخرج الأغنية منغومة من شفتيه..ويسيل معها الدمع الهتون..
لويس إنريكي لن ينام إلا إذا ابتسمت تشانا في قبرها..
لأجل تشانا..الفوز بدوري أبطال أوروبا على حساب إنتر ميلان حياة أو موت بالنسبة لهذا الإسباني الذي يحمل في داخله قلبا مثقوبا من الألم..

محمد العولقي

متعلقات