ٱراء واتجاهات


انعكاس قضية البدون وآثارها.

السبت - 19 أغسطس 2023 - الساعة 09:55 م

الكاتب: د/ أنور الرشيد - ارشيف الكاتب






‏كثيرا ما تسألني المنظمات الدولية الحقوقية عن ملف البدون ولماذا لاتريد الدولة حلها حل عادل بالذات للذين اعترفت بهم الدولة وعلى لسان السيد صالح الفضالة بأن هناك تقريبا 35 ألف ثبت لدى الجهاز بأنهم يستحقون الجنسية؟

‏أنا جوازا سانسى البقية ولا يعني ذلك ترك ملفهم للمجهول وعدم ايجاد حل لقضيتهم، لأني مدرك تماماً بأن حل هذه القضية مرة واحدة مستحيل ومدرك أيضاً بأن كلما طال امدها كلما تعقدت أكثر، وعليه فأن المنطق يقول لنجزئ تلك القضية نحل الجزء الاسهل ومن ثم ننتقل للجزء الاصعب، وساركز على هذا العدد الذي اعترفت به الدولة رسمياً الذي يشكل مناسبته ثلث الازمة، لذلك تساءلت لماذا لاتحل ازمتهم طالما أن الدولة اعترفت رسميا باحقيتهم ؟
‏لماذا يتم حرمانهم من الجنسية؟
‏لماذا يتم معاقبتهم؟
‏ما الجرم الذي ارتكبوه لكي يتم حرمانهم من ابسط حقوقهم الإنسانية بالسكن والتعليم والتطبيب والعمل؟
‏هؤلاء الذي اتحدث عنهم كويتيون يعيشون بمساكن صفيح عشوائيات لادخل لهم ناهيكم عن معاناتهم التي بلا حدود.

‏أنا شخصيا كتبت روايتين بعنوان أشجار دون أوراق أي إنسان بدون أوراق تثبت بأنه إنسان من جزئين وصدر لي الجزء الثاني مساء أمس من دار الكتب والدارسات العربية عبرت بها بأن هناك احتمالين الثالث لهما يستثمرون بها تلك المأساة الإنسانية ولن افصح عن ذلك الاحتمالين واتركهما لكم لكي تكتشفوا لماذا لايريدون حل تلك الازمة الإنسانية؟
‏فهل تنتظر حكومتنا المزيد من أرواح بشر تذهب لخالقها لكي تقتنع باهمية حل هذه الازمة الإنسانية بالدرجة الأولى؟
‏هل إنتهى الحس الإنساني والاخلاقي بالتعامل مع هذا الملف؟
‏لماذا ترفض الدولة اللجوء للقضاء لحل هذه الأزمة ليحكم فيما إذ ذاك الإنسان يستحق وذاك لاستحق وترفع الحرج عنها وعنا امام المجتمع الدولي الحقوقي؟
‏وهل رمزية إنتحار الدكتورة فايزة والدكتورة أمل في الرواية هي النهاية الحتمية لأي إنسان يتم مصادرة حقه في العيش الكريم دون أن يكون له الحق باللجوء للقضاء لينصفه؟
‏اترك لكم الجواب بعيداً عن العواطف التي تعصف بهذا الملف الإنساني.
تويتر
‏anwar_alrasheed@
ثريدز
‏anwaralrasheed@