كما لو أن الأمر كان استحضارا لكورالية سيمفونية بيتهوفن التاسعة..جاء لقاء بايرن ميونيخ و ريال مدريد
الأربعاء - 01 مايو 2024 - الساعة 12:45 ص بتوقيت العاصمة عدن
" عدن سيتي " محمد
كما لو أن الأمر كان استحضارا لكورالية سيمفونية بيتهوفن التاسعة..جاء لقاء بايرن ميونيخ و ريال مدريد يغلي بالكثير من التقلبات و التطورات..
و مثلما يقال بيدي لا بيد عمرو..تحولت المباراة المثيرة بين الطرفين إلى نافورة أخطاء لا تخلو من اندفاعات بدنية تصل إلى حد التهور..
انحازت الفاتنة الجميلة في ليلة صراع الأبطال للمنطق..فلا بايرن ميونيخ خسر على أرضه.. و لا ريال مدريد فاز خارج أرضه..
كان التعادل بهدفين لهدفين أقرب إلى هدنة حسابات بين الثعلبين توماس توخيل و كارلو أنشيلوتي..تأهبا للمعركة التكتيكية الفاصلة في مدريد..
عندما جاء هدف ريال مدريد الأول من مرتد خاطف جسد فيه توني كروس عبقرية اللمسة الساحرة..كان فينيسيوس من العمق مثل صاعقة انفجرت في مرمى مانويل نوير..
هدف سبقه بعض الاستحواذ الحماسي للاعبي بايرن.. و هو ما زرع مخاوف أن يمتد النزيف من أقدام اللاعبين إلى تجميد الركب..
و إذا كان ريال مدريد قد لعب الشوط الأول بواقعية ليس فيها مجال للتفلسف..بمعنى أنه لم يطمع في قتل المباراة و استغلال الشك الذي بدأ يظهر على لاعبي البايرن.. إلا أنه لم يكن جريئا للاستفادة من بطء و عشوائية عمق دفاع بايرن..
على ما يبدو أن توخيل أسدى الكثير من النصائح للاعبيه في الشوط الثاني لأننا شاهدنا فريقا مرنا يندفع لكن بحساب..
و صحيح أن جمال موسيالا كان مصدر التلون التكتيكي من حيث جرأة إقلاعاته إلى جوار تحركات هاري كين الخطيرة..إلا أن توخيل مارس بعض الذكاء من خلال أسلوب ضغط المنطقة الذي أجبر الريال على ارتكاب الهفوات..
فكان أن جاء هدف التعادل من صاروخية ساني في نفس التوقيت الذي كان فيه الريال يحاول تحصين دفاعه..
لم يستوعب الريال هذا السيناريو.. فكان أن فقد لوكاس فاسكيز تركيزه مانحا موسيالا ركلة جزاء نجح هاري كين من تحويلها إلى هدف..
و عندما حرك أنشيلوتي حصانته التكتيكية بضبط بوصلة الخطوط بنزول لوكا مودريتش و إبراهيم دياز و كامافينجا..تصاعد النسق و تدفقت المرونة..و النتيجة مداهمة دفاع بايرن المضطرب و الحصول على ركلة جزاء لرودريجو الذكي جاء منها هدف التعادل من توقيع نجم المباراة فينيسيوس..
عموما لا غالب و لا مغلوب بين الفريقين..و نتيجة التعادل تجعل مباراة الإياب في سانتياغو برنابيو مفتوحة على كل الاحتمالات..
محمد العولقي