مشيخة المفلحي .خلًة . محافظة الضالع

الجمعة - 26 أبريل 2024 - الساعة 03:22 م بتوقيت العاصمة عدن

الضالع " عدن سيني " فاروق المفلحي




يعود تسميتها نسبة إلى الملكة الأوسانية (أخلة) مدينة خلة بالضالع.. عمق تاريخي موغل في القدم.. وأثار تاريخية تعود لمدة حضارات قديمة
وتبعد مشيخة المفلحي في (خلة) جغرافيا عن مركز إمارة الضالع إلى الشمال الشرقي حوالي 12 ميلا تقريبا، وتتوسط مشيخة المفلحي من الجهة الجنوبية مشيخة الشاعري ومن الجهة الشمالية مشيخة السقالدة في بلاد الشعيب ومن الجهة الشرقية سلسلة مرتفعات جبال حرير الشهيرة المحاذية لسلسلة جبال بلاد يافع ومن ناحية الغرب بلدات مرفد وخوبر والعقلة ولكمة لشعوب.

وتاريخيا فإن مشيخة المفلحي في (خلة ـ الضالع)، هي امتداد لمشيخة (المفلحي) يافع العلياوامتدت ـ أيضا ـ إلى بني مسلم من بلاد الشعيب, ويضم مكتب المفلحي يافع ثلاث مناطق غير متماسة باي حدود جغرافية، وهي المفلحي يافع العليا وعاصمتها (الجربة) والمفلحي السفلى في بني مسلم من بلاد (الشعيب) ومناطق هذا القسم هي: (القيام، النجر، ذي كنينة)، ويضم أيضا المكتب الأسفل الثاني للمفلحي: خلة حاضرة المشيخة وعاصمتها التاريخية، شكع، الضرفة، الحيك، الخربة، السلام، الربيعية، الحمراء، الفجور، الغول، شريم، الذراع، المعزبة، دار النوبة، الغليلي، أرحب، سوق البئر، الحصور، الظاهرة، عرشي، مرأت، جبل حرير، وهي ثلاث مناطق امتدت قبائلها من يافع العليا مكتب المفلحي إلى الشعيب والضالع. مدينة «خلة» التاريخية هي عاصمة مشيخة المفلحي في بلاد الضالع وظلت لقرون عديدةعاصمة لمشيخة (المفالحة)، التي هي جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي لقبائل الضالع ويافع الجنوبية، وكانت بوابة من اتجاه بلاد الشعيب لتغلغل الغزاة منها تاريخياباتجاه بلدات الضالع المترامية الأطراف،

وتشتهر «خلة» بوديانها الخضراء الخصبة ومدرجاتها الزراعية الرقراقة وأماجل المياه والآبار العذبة، وتذكر المخطوطات القديمة لـ(مشيخة المفلحي) بأن حكامها كانوا أول من سن تشريعات قانونية للزراعة تقضي بمعاقبة المزارعين المخالفين الذين يقومون بقطع أي شجرة خضراء حفاظا على بيئتها الطبيعية، كما تشتهر (خلة) بالآثار التاريخية لحضارات هامة سادت ثم بادت، وتركت في تاريخ الإنسانية شائا عظيما في القرنين الأول والثاني قبل الميلاد، وتحديدا إلى فترة ممالك أوسان وقنبان وحمير.

أميرة الضالع الأوسانية ومن أشهر المقتنيات الأثرية التي تم اكتشافها في المنطقة تمثال من البرونز يعود لـ(سيدة الضالع) أو الملكة «أخلة» الأوسائية، الذي تم ترميمه في لندن وأعادته الحكومة البريطانية إلى متحف عـدن الوطني في عام 2008م، ولم يتم إعادته إلى متحف الضالع الوطني ضمن 14 قطعة أثرية تعود إلى عهود مملكتي أوسان وقتبان الشهيرتين من الممالك العربية الجنوبية، وكان للدكتورة رجاء باطويل، مديرة مكتب الهيئة العامة للآثار والمخطوطات في عدن آنذاك، دورا كبيرا في إعادة هذه القطع الثمينة، وقد تم عرض هذا التمثال للملكة الأوسانية (أخلة) في العديد من الدول الأوربية ضمن (معرض الحضارات اليمنية القديمة)، والتي كان آخرها عام 2003م في مدينة لاكورونيا بمقاطعة جاليسيا الإسبانية، بعد مشاركة هذه القطع الأثرية في المعارض الدولية التي شهدتها المدن والعواصم الأوربية منذ عام 1997م.

عمق التاريخ والأصالة

تشتهر مدينة (خلة) بمبانيها العليقة وكثرة قلاعها وحصونها وأبراجها الموغلة في القدم على عمق التاريخ وأصالة الماضي التليد وعلى المكانة التاريخية والسياسية والاجتماعية | والثقافية عبر كل المراحل والمنعطفات التاريخية، التي مرت بها المنطقة لتبقى شاهدة عيان على حقب موغلة في القدم سطرت عراقة الماضي التليد وتظل تحكي تفاصيل حياة مفعمة بتضاريسها القاسية الملاءمة الحياة في الماضي؛ فهذه القلاع .والأبراج كانت عبارة عن منشأت عسكرية ساهمت في تعزيز النظام الدفاعي لبلاد المفلحي، وما جاورها، وذلك لأن الهجمات المتكزرة لقوات الإمامة الزيدية زادت على المنطقة، وهذا دفع زعماء القبائل الضائعية إلى تعزيز تحصيناتهم؛ فشتدوا بذلك الحصون والأبراج المرتفعة لتقي المدينة من ضربات الغزاة الزيود التي تعرضت لها مدينة (خلة) والمناطق المجاورة لها، ولذلك تعددت الحصون المرتفعة في النواحي المحيطة بالمدينة، وتحيط هذه القلاع والحصون ـ التي يقف بعضها شامخا في وجه الطبيعة القاسية لمئات الستيين ـ بالبلدة من ثلاث جهات، فقد بنيت هذه التحصينات الدفاعية لغرض الدفاع عنها من هجمات الغزاة وفيها يقع أكبر سهل زراعي المنحدر من سيلك العامري مروزا بأودية الشعة، الذرآن ، الذحلة، عتبة، لخلال.

* جبل الملك الحميري (عقرم)

في الناحية الجنوبية للبلدة وغير بعيد منها يقع جبل (عقرم) شكع التاريخي، الذي يشتهر بمقتنياته الأثرية الضاربة في القدم، فاسمه نسبة إلى الملك الحميري (عقرم) الذي شيد مدينة شكع التاريخية الغنية بآثارها ومواقعها التاريخية، التي تحكي قصة الحضارة الحميرية التي سادت ثم بادت في هذه المنطقة وتركت لنا شواهدها التي تدل على رقيها وعظمتها. * قلعة المفلحي العتيقة

تمثال للملكة أخلة

تقع قلعة المفلحي في الجهة الجنوبية لمدينة (خلة) على مرتفع عال من سطح الوادي، ويعود بناؤها إلى أكثر من سبعمائة عام بذكريات خلدت عبق الماضي التليد ليستشف اللاحقون من الأولين قدرة الإنسان الجنوبي على تسخير الطبيعة لمواكبة الحياة، وتحيط بها أماجل المياه والسدود ومدافن الحبوب الصخرية، كما توجد في (خلة) الكثير من الآثار لبقايا الحضارات
التي سادت ثم مثل الكهوف والحصون والأسوار وبقايا الأطلال الدارسة والخربشات
الجدرانية بالألوان النباتية القديمة والكتابات المسندية.

* منارة للعلم

ظلت مدينة (خلة) عبر تاريخها الحافل بالمآثر الخالدة منارة للعلم والدين، فقد كان يأويها طلاب العلم من مختلف المناطق، ولعبت خلة أدوازا كبيرة في العلم والمعرفة وسطرت الأسفار لها وخلدت مكانتها كمنارة للعلم والمعرفة.. إنها باختصار شديد مدينة تاريخية جميلة على درجة كبيرة من الأناقة والجمال.

* من أعلامها الشيخ المفلحي، يعد الشيخ قاسم بن عبدالرحمن السقاف المفلحي (1895 - 1973م) شیخ مشيخة المفلحي في بلاد الضالع، واحدا من أشهر وأشجع وأنبل وأكرم الرجاجيل، الذين أنجبتهم الضالع، فقد | كان ذا شكيمة قوية غرف بالدهاء والفراسة، كما غرف بتواضعه وفكاهة روحه المرحة، وهو رجل وطيد الأصالة ورشيد التصرف، كريم المنزلة وكان سخنا جوانا ناصرا للمظلوم، وهو من الرجال القلائل الذين تركوا بصمات في مختلف المجالات، يعجز القلم عن ذكر مآثره ومناقبه وسيرته العطرة لما لهذا الرجل من شأن عظيم في تلك الفترة التي عاشها

من تاريخ بلاد الضالع ويافع، فقد ورث الشيخ قاسم المفلحي رحمه الله الحكم سنة 1917م بعد وفاة والده الشيخ الثائر عبدالرحمن السقاف المفلحي، ذلك الرجل المقاوم، الذي رفض تسليم مشيخته للغزاة الزيود عام 1919م، وفضل مقاومتهم إلى جانب زعماء القبائل الأخرى في إمارة الضالع وملحقاتها، واستطاعوا هزيمة جيوش الغزاة الإمامية في قرية قزعة الشعيب وبلدة خلة وبلدة شكع وبلدة الجليلة وبلدة الملحة من إمارة الضالع، وتلقت الجيوش الإمامية الزيدية بقيادة أمير الجيش الملكي الإمامي في قضاء إب يحيى بن العباس بن المتوكل الشهاري، هزيمة نكراء وخرجوا من إمارة الضالع يجرون وراءهم أذيال الهزيمة .


منقول

متعلقات