في شهر أبريل يكثر الكذب الأبيض و مع حرارته تتكاثر الشائعات خارج غرف النوم كما هو الحال بالذباب بالذات عند الإنجليز..
السبت - 13 أبريل 2024 - الساعة 06:02 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن " عدن سيتي " محمد العولقي
في شهر أبريل يكثر الكذب الأبيض و مع حرارته تتكاثر الشائعات خارج غرف النوم كما هو الحال بالذباب بالذات عند الإنجليز..
لكن خسارة ليفربول المذلة في الأنفيلد على وقع صاعقة إيطالية مروعة ليست كذبة بيضاء و لا شائعة صيف لاهب بدأ فيه ليفربول و كأنه تلك الأعرابية التي ضيعت اللبن ذات صيف صحراوي..
فعل أتالانتا بليفربول ما لم يفعله المشيب برأس ذلك الشاعر الذي تمنى عودة الشباب يوما..
تقدر تقول إن الذئب الأغبر غاسبريني مدرب أتالانتا جرب مليون طريقة حلاقة في ذقون لاعبي ليفربول الذين كانوا يتامى و ضائعين على موائد اللئام..
أبريل يا يورغن كلوب شهر الحقيقة..شهر الحصاد..شهر مكافأة الموسم..و من يعزف على وتر الكذب الأبيض يكون مصيره نفس مصير مجير ليفربول من رمضاء أتالانتا..
كان الليفر يمني النفس بتسجيل وداعية تاريخية لكلوب نهاية الموسم..كان كل شيء يسير على ما يرام..فاز بكأس الرابطة..و بقي يحلم بثلاثية أخرى..
فجأة تسرب الواشون إلى بريد ليفربول الأحمر..تسربوا من مسامات صغيرة لم تكن في حسبان كلوب و لا ليفربول..
فجأة..تخلى عن بطولة كأس إنجلترا في ليلة ليلاء تجلت فيها أخطاء اللاعبين و المدرب..
و جاء أبريل يجر خلفه الكذب و الشائعات..انغمس فيها الليفر..و ظن مدربه أنه يستطيع الفوز في أي وقت و في كل وقت..
كانت رمية نرد خاطئة من كلوب..لم يجهز كتيبته لا ذهنيا و لا نفسيا..تعامل مع أتالانتا و كأنه فريق عادي لا يستحق الدراسة و توخي الحذر.. مع أن مؤهلات هذا الفريق الإيطالي البدنية و التكتيكية تحتم التركيز و وضع التشكيل المناسب..
هذا الأنفيلد جحيم لا يطاق..كل فريق زائر احترق تماما..و كل منافس قوي احتار في كيفية الهروب من هذا الجحيم..
مهلا .. ليس كلهم..هناك أتالانتا..الفريق الإيطالي المتسلح بثقافة الكاتناشيو..الفريق الذي يتنفس من روحانيات الكرة الجادة و الصارمة التي لا تفرط في شبر مساحة..
ليس كل مرة تسلم الجرة يا كلوب..الليفر بدأ عاجزا أمام حصانة غاسبريني..و بدأ تائها لا يعرف كيف يبني من الخلف.. و لا كيف يمارس التحولات.. و لا كيف يخرج من تحنيط الضغط العكسي للذئب الأغبر غاسبريني..
حتى عندما استسلم كلوب و اقتنع أنه أعمى الشاكلة بحجة تكحيلها من خلال إراحة بعض لاعبيه..أدرك خطورة ما فعل..و عندما استنجد بمحمد صلاح و جوتا كانت الطيور قد طارت بأرزاقها..
كل شيء في ليفربول كان سيئا للغاية..جهة يسرى مشلولة..عمق دفاعي متباعد..وسط بطيء..و مهاجم أرعن اسمه داروين نونيز..
الكرة شطارة و فاعلية..و الفارق في النهاية يمكن اختزاله في لاعبين متناقضين.. جيانلوكا سكاماكا مهاجم أتالانتا و داروين نونيز صنم ليفربول..
الأول كانت فاعليته الهجومية 100% ..و الثاني كان شبحا و خيالا فاعليته تحت خط الفقر..
سكاماكا..الذي يعرف طباع الإنجليز سجل هدفين..و كان رجل الليلة الأوربية الكبيرة..و نونيز أهدر الفرص التي لاحت..
الليفر الآن بكبرياء مجروح..يريد تضميد هذا الجرح الأطول من كل الأيام..المسألة أصبحت صعبة في إيطاليا..و التنين المجنح بحاجة إلى ملحمة أكثر شراسة من ملحمة إسطنبول عام 2005..
لم تعد الأمور يا يورغن كلوب كما كانت حتى مارس..
الدوري الأوروبي حلم بدأ يتوارى بعيدا..و لقب البريميرليج مرهون بأقدام الغير أيضا..و بعدم تكرار الأخطاء بأقدام لاعبيك..
إنه أبريل يا كلوب..شهر الحقيقة..لا شهر الكذب و الشائعات..
محمد العولقي