هل يجب أن تحدد الجلطة موعدا" مسبقا"؟
الجمعة - 18 يوليو 2025 - الساعة 01:20 ص بتوقيت العاصمة عدن
الضالع " عدن سيتي " د. رائد محسن علي الشيخ
في الضالع حيث يقف الإنسان دائما" بين الأمل والعجز
يوجد جهاز أشعة مقطعية واحد فقط يخدم محافظة بأكملها.
يعمل لساعاتٍ محدودة في النهار… ثم يتوقف وكأن الجلطات تصاب فقط في الدوام الرسمي!
لكن الحقيقة مختلفة…الجلطات لا تنتظر ولا تتأخر مواعيدها.
وحين تصل حالة طارئة في المساء فقدان وعي أو شلل...
يقف الطبيب أمام مفترق طرق خطير:
هل هي جلطة تحتاج مذيبات فورية؟
أم نزيف دماغي سيكون فيه العلاج قاتلًا؟
دون صورة مقطعية للدماغ يصبح القرار لعبة قاسية بين الحياة والموت.
في الطب نسمي هذه اللحظة "الساعة الذهبية"
الساعة الأولى بعد ظهور الأعراض التي قد تنقذ مريضا"
أو تحكم عليه بالإعاقة… أو النهاية.
لكن في الضالع تضيع الساعة الذهبية بين نقص الأجهزة وتعقيد إجراءات التحويل وقسوة الفقر.
ننظر لبعضنا كأطباء… نعلم أن كل دقيقة تأخير تكلف المريض فقدان النطق أو حركة أو حياة.
لكن الجهاز مغلق والطريق إلى عدن طويل والمريض لايملك حتى ثمن حبة دواء فكيف نطالبه بسفر طارئ وفحوصات مكلفة؟
نقف عاجزين.
لا نملك المخاطرة… ولا نملك البديل.
نحمل المريض في أعيننا وقلوبنا ونظل واقفين كأننا لسنا أطباء بل شهود عجز.
في الضالع لا يمكنك أن تمرض بعد الظهر.
ولا يمكنك أن تصاب بجلطة في الليل.
ولا يمكنك أن تكون فقيرا"... ثم تطلب النجاة.
فالطبيب لا يملك الجهاز
والمريض لا يملك ثمن التحويل.
هل أصبحت العدالة الصحية امتيازًا لمن يملكون المال؟
وهل صارت الجلطة ترفا" لا يتحمله الفقراء؟
هذا ليس مجرد منشور…
بل نداء إنساني صادق
من طبيبٍ يستدعى لأقسام الطوارئ أُشاهد وجوها" ترتجف بين يدي… شلل مفاجئ صمت ثقيل ونظرات تتوسل قرارا" طبيا" لا أملكه دون أشعة.
إن الضالع لا تنزف فقط من المرض… بل من الإهمال.
ومن حق أهلها أن يعاملوا بكرامة…
د. رائد محسن علي الشيخ
أخصائي باطني وامراض كلى-مركز الغسيل الكلوي م/الضالع