الخميس-02 مايو - 11:10 ص-مدينة عدن

مسجد ابان .. حكاية أول مسجد بني في عدن

الأحد - 06 فبراير 2022 - الساعة 02:03 م بتوقيت العاصمة عدن

كريتر _ عدن سيتي _ محمد النجار



كثيرة هي المساجد والمعالم الدينية التي تختزلها مدينة عدن، كريتر لها طابعها الخاص، فقدم مساجدها والتي يعود تاريخ تشييد بعضها لأكثر من الف وثلاث مئة عام، منحها قُدسية عند ساكنيها، مسجد ابان ابن عثمان بن عفان واحد من أقدم مساجد المدينة، والذي حين تصلي فيه وتلامس روحانية المسجد تدرك أن كريتر او المدينة القديمة كانت قبلة للشعاع الديني ومنارة لنشر الدعوة والفكر الوسطي منذ دخول الإسلام المدينة وحتى يومنا هذا.


يقع مسجد ابان في الشارع الرئيس لكريتر إحدى مديريات مدينة عدن، ويطلق عليه شارع الملكة أروى، والذي يمتد من البنك الأهلي إلى عقبة عدن، ويتوسط المسجد كلاً من ثانوية البادري(ابان)والحي التجاري لعدن القديمة، ويشمل أسواق الحدادين والاتحاد والحراج، فالجامع يكاد يكون بوابة المدينة القديمة ومنبع النفحات الإيمانية.


يعود بناء مسجد ابان للقرن الأول الهجري، وتحديداً عام 105 هجرية( 723 للميلاد)، عندما بعث ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان حفيده الحكم ابن ابان لمدينة عدن، فقام ببناء المسجد وسماه بإسم اباه *ابان*، فلقد كانً الحكم فقيهاً وعالماً مشهود له بالعلم والفقه، وعين قاضياً لعدن واشتهر بالعدل والصلاح، وكان يلقي دروسه في المسجد وعندما سمع به الإمام أحمد بن حنبل رحل إليه وأقام بالمسجد لطلب العلم منه.

ظل مسجد ابان يتسم بالتواضع المعماري لمئات السنين، فلم تكن له مأدنه ولا قبة ماعدا بابه واعمدته ونوافذه فلقد كانت مزخرفه، ولعل السر في ذلك يكمن أن جميع التابعين والعلماء الذين تعاقبوا على إمامته والتدريس فيه اهتموا بالمضمون وليس بالشكل، فلقد بلغت شهرة المسجد الآفاق بسبب إقامة كبار العلماء فيه، وصار طلاب العلم يتوافدون إليه من كل حذب وصوب لطلب العلم والتفقه في الدين.


كثيره هي المناقب التي ذكرت عن مسجد ابان التاريخي، والعجيب في الأمر أن ثانوية البادري (أبان حالياً) المقابلة للمسجد رغم بنائها أثناء الاحتلال البريطاني لمدينة عدن، إلا أنه عند هدمها وإعادة بنائها في نهاية تسعينيات القرن الماضي، تفاجئ المهندسون بوجود قبور مدفونه بالطريقة الإسلامية تحت الثانوية مباشرة، بل حتى سنترال كريتر الملاصق للمسجد كانت اسفله قبور قديمة، مما يرجح القول انه كانت هناك مقبرة قريبة من المسجد ربما يرجع تاريخها لمئات السنين، كان يتخذها أبناء مدينة عدن لدفن موتاهم بعد الصلاة عليهم بالمسجد.

تعاقبت أعمال الترميم والتوسعة لمسجد ابان، إلا أن آخرها كان عام الف وتسع مئة وستة وتسعين، عندما تم هدمه بالكامل وإعادة بنائه ليفتح أبوابه من جديد في شهر مايو من عام الف وتسع مئة وسبعة وتسعين، إلا أن المسجد تضرر أثناء حرب عام الفان وخمسة عشر وتم إصلاح بعض الأضرار التي لحقت به، فيما لاتزال هناك أضرار أخرى لم تنلها أعمال الإصلاحات لتظل شاهدة على انتهاك حرمة بيوت الله.

متعلقات