الخميس-03 أكتوبر - 08:08 م-مدينة عدن

بعد إنشاء أول مشروع عملاق لتصريف سيول الأمطار تحت الأرض..هل سينتصر سكان عدن أمام الأمطار الموسمية

السبت - 16 سبتمبر 2023 - الساعة 01:53 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي/محمد النجار


لم تسلم بلادنا من التغير المناخي الذي يُصيب العالم أجمع بسبب الإحترار المناخي، وهي ظاهرة أزدياد حرارة الأرض والتي تعمل على دوبان الثلوج وتبخر مياه البحر مما يؤدي إلى أزدياد الأمطار والسيول التي تجتاح القرى والمدن مسببه نتائج مُدمرة في المنازل والبُنى التحتية، وفقدان الكثير من الناس لأرواحهم.

تسارعت بلدان العالم لتعزيز بُنيتها التحتية لتصريف سيول الأمطار والحد من الخسائر في الممتلكات والأرواح، ولأن بلادنا بلد الاستثنائات الكثيرة، فقد غابت عنها مثل هكذا مشاريع، بأستثناء مشروع عملاق نفذه برنامج الأمم المتحدة لتنمية المستوطنات البشرية (الهابيتات) عبر شركة آرم فيوتشر للمقاولات والذي يُعتبر أول مشروع لتنفيد إطار سنداي ونظام أحتساب خسائر الكوارث في عدن.

لتفادي الأخطاء التي شابت مشاريع تصريف مياه الأمطار والتي نُفّذت في الفترات السابقة، استعان مدير برنامج الأمم المتحدة لتنمية المستوطنات البشرية (الهابيتات) في عدن الدكتور محمد عيدروس بعدد من دكاترة جامعة عدن المختصين في مجال المياه وتصريف السيول لعمل دراسة لمشروع ضخم لتصريف مياه الأمطار القادمة من نصف مديرية كريتر وخاصة وادي جبل وشعب العيدروس إلى مرسابة القطيع بكريتر والتي يصل ارتفاعها هناك عند تجمعها إلى أكثر من مترين ونصف مما يُؤدي إلى غرق المنازل ومحاصرة ساكِنيها.

عند أستكمال الدراسة عُرضت على المهندسين المختصين في مكتب الأشغال العامة بعدن لدراستها وتقييمها ومن ثم عُرضت على مدير مديرية صيرة السابق المهندس ابراهيم منيعم والذي وضع اللمسات الأخيرة للمشروع وبعد الإطلاع عليها تم رفعها للمركز الإقليمي لبرنامج (الهابيتات) وبعد دراسة وتحليلات تم الموافقة عل تمويل المشروع بالكامل.


مشروع تصريف الأمطار الجديد في منطقة القطيع بمديرية كريتر إحدى اقدم مديريات العاصمة عدن سيعمل على شفط المياه الواصلة إلى المرسابة قبل تجمعها عبر ترنش(ساقية) متصلة بخزان خرساني مسلح لتجميع الترسبات التي تجرفها مياه الأمطار إضافة الى ربط جزء من مشروع تصريف الأمطار القديم من ناحية المضخه القديمة بهذا الخزان حيث يعتبر الخزان أول نقطة بهذا المشروع، ومن ثم نقل المياه عبر عبارات خرسانية(كتل خرسانة اسمنتية دائرية) يبلغ قطرها(1،5)متر دائري ،يتم ربط الواحده مع الأخرى معاً، إلى أن تصل في الأخير إلى بحر صيرة لتصرّف مياه الأمطار هناك بطول 365 متر.

ترتبط العبارات الأسمنتيه بخمس غرف تفتيش، ولضمان عدم تآكل تلك العبارات الخرسانية تم طلائها من الخارج بمادة الأسفلت(الدامر)، ومن الداخل بمادة الابوكسي، التي تشكل حماية داخلية.


روعة التصميم الهندسي، كشف ابداع عقول خبراء ومهندسسن جامعة عدن ومكتب الأشغال العامة والطرق بمدينة عدن، طبعاً لضمان تنفيذ المشروع بالمواصفات المتفق عليها، تم تكليف المهندسة في مكتب الأشغال العامة سيناء ثابت بالإشراف على العمل، حيث تعتبر من الكفائات المشهود لها بالخبرة والنزاهه، والتي واضبت على تنفيذ المشروع منذ بدايته وحتى الإنتهاء منه.

رغم المعوقات الكثيرة التي أعترضت أعمال الحفر من ضيق الطريق وكثرة الخدمات من كيبلات كهرباء وهاتف وانابيب مياه ومجاري بل وتهالكها والتي يعود بعضها لعهد الاحتلال البريطاني لعدن، استطاع القائمين على المشروع من إستكمال المشروع والذي عند إكتماله سيقوم بتصريف (3،6) متر مكعب من المياه في الثانية الواحدة، اي (3600)لتر من مياه الأمطار.

لقي هذا المشروع والذي طال انتظاره ارتياح واسع من أهالي منطقة القطيع بكريتر والذين سيتنفّسون الصُعداء أخيراً خاصة بعد أن تسببت مياه الأمطار بغرق منازلهم وممتلكاتهم طيلة السنوات الماضية حيث بلغت تكلفته مئتان وأربعة وتسعين الف دولار، بتمويل من الحكومة اليابانية.

متعلقات