الجمعة-09 مايو - 07:58 ص-مدينة عدن

مجاري عدن..مشروع عملاق تحول إلى كارثة بيئية

الخميس - 12 يناير 2023 - الساعة 01:25 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي/ محمد النجار


لايزآل لغز توقف مشروع مجاري عدن بعد أعوام قليلة من تشغيله يُحير الجميع ، قد لاتجد إجابة شافيه إلا عند إدارة مؤسسة المياه والصرف الصحي التي كانت مشرفة على هذا المشروع الذي تم تشغيله قبل عشرون عام من الآن.

يُعد مشروع مجاري عدن الأضخم في البلاد حيث كان يقوم بتصريف مياه الصرف الصحي من شبكة المجاري المنتشرة في أربع مديريات في العاصمة عدن هم(كريتر والمعلا والتواهي وخور مكسر)، ونقلها إلى أربعة خزانات تجميع موجودة في كل مديرية(مضخة "المينو" بالتواهي، ومضخة "الدكة" بالمعلا، ومضخة "القرن" بكريتر ، مضخة "الرئيسي" بخور مكسر) والتي تقوم بتجميع مياه المجاري وضخها عبر أنابيب ضخمه إلى أحواض المعالجة في العريش، تسع سبعين الف متر مكعب من مياه المجاري، وهناك تتم معالجتها وتحويلها إلى مياه صالحة للزراعة، في عمليه آمنه وصديقه للبيئة.

يُعتبر مشروع مجاري عدن أكبر مشروع لتصريف مياه المجاري بطرق آمنه، حيث مولت المانيا هذا المشروع والذي بلغت تكلفته "63 مليون دولار" وقامت بتنفيذه الشركة الصينية تحت إشراف مؤسسة المياه والصرف الصحي بالعاصمة عدن.

كان العمر الإفتراضي للمشروع خمسين سنة على الأقل، لكن للأسف سرعان ما بدأت الاختلالات تظهر بالمشروع وتوقفت مضخات شفط المجاري في خزانات التجميع واحده تلوا الأخرى، أما أنابيب نقل مياه المجاري من تلك الخزانات إلى أحواض المعالجة بالعريش والبالغ طولها 28 كيلو متر فقد بدأت تتهالك رويداً رويداً، ليتوقف المشروع نهائياً عام الفان وخمسة عشر، ليتم تصريف مياه المجاري الى البحر والتي تقدر بسبعة وعشرين الف متر مكعب في اليوم الواحد، ليتسبب ذلك في ثلوث بيئي بدأنا نشاهده في الأمراض التي بدأت تنتشر مؤخراً بين سكان العاصمة عدن وفي مقدمتها الأورام السرطانية.

تسريبات كشفت أن سبب توقف مجاري عدن هي التلاعب بمواصفات الأنابيب الرئيسية التي استخدمت لنقل مياه المجاري من خزانات التجميع إلى أحواض المعالجة، كذلك عدم الصيانة الدورية للمشروع.

بعد سنوات من الشد والجذب هناك بوادر لإعادة صيانة المشروع وإعادة تشغيله من جديد، سيتم خلالها تركيب مضخات عملاقة جديدة مع معدات تشغيلها من كابلات كهربائية والواح تحكم داخل خزانات تجميع مياه المجاري في الأربع المديريات ،إضافة إلى تركيب أنابيب مجاري جديدة من خزانات التجميع إلى أحواض العريش والتي سيتم تأهيلها أيضاً، ويبقى السؤال الذي يراود مكانه..هل ستتلافى الإدارة الحالية لمؤسسة المياه والصرف الصحي بالعاصمة عدن الأخطاء التي ارتكبتها إدارة المؤسسة قبل عشرين عام، أم أن الفساد سينهش بالمشروع من جديد؟!!

متعلقات