الأربعاء-24 ديسمبر - 01:12 م-مدينة عدن

شاهد مقال مدير تحرير صحيفة اضواء الوطن السعودية.. كلمة حق.. تقال بوجه من لا يستحي ‎#الجنوب "رجل عظيم"

الأربعاء - 24 ديسمبر 2025 - الساعة 11:25 ص بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" مرزوق الشدادي




والله العظيم، إن السكوت خيانة، وإن تمييع الحق جريمة، وإن الصمت أمام الظلم مشاركة فيه. والحق الذي لا يقبل الجدل ولا التحايل أن الجنوب لم يطلب صدقة، ولم يستجدي أحدًا، بل استعاد حقًا سلب منه بالقوة والكذب والتآمر.

سنواتٍ طويلة والجنوب يذبح ببطء.
انتظروا ما سمّي بالشرعية، فماذا كانت النتيجة؟
أرض بلا أمن، إنسان بلا كرامة، وعدو يحتل الشمال ويتمدد، وشرعية عاجزة لا تحمي وطنًا ولا تصون دمًا ولا تحفظ عرضًا.

انتظر الجنوبيون حتى نفد الصبر، حتى شاخ الأمل، حتى مات الرجال وهم ينتظرون وهمًا.
الطفل كبر على الخيبة، والشيخ مات وهو يرى وطنه ينهب، ولم يذق الجنوب يومًا طعم الاستقرار ولا الحياة.

وحين قرر الجنوب أن ينتزع حقه بيده، خرجت علينا جوقة النفاق: ألسن مأجورة، وأقلام ملوثة، تتباكى على وحدة لم تحمِ إنسانًا، ولا دولة لم تنقذ شعبًا.

أي وقاحة هذه؟
أي فجور في الخصومة؟
تجرّمون شعبًا لأنه رفض الذل؟
تخوّنون رجالًا لأنهم قالوا: كفى؟

اسمعوها بوضوح، ودون لفّ أو دوران:
الجنوب لا يدافع عن وهم، بل عن أرضه، عن شرفه، عن مستقبله.
ومن لا يفهم معنى الأرض والكرامة، فمشكلته مع نفسه، لا مع الجنوب.

اتقوا الله..إن كنتم تعرفون معنى التقوى.
كفّوا ألسنتكم عن شعبٍ صبر أكثر مما ينبغي، وتم ضربه أكثر مما يحتمل، وخذل أكثر مما يغتفر.

والله إن أهل الجنوب أشرف من أن يزايد عليهم، وأطهر من أن تلصق بهم تهمكم الرخيصة، وأصدق من كل خطاب كاذب يكتب في الغرف المكيّفة بينما الدم يراق في الميدان.

لا تتدخلوا فيما لا يخصكم. لا تعطوا أنفسكم وصاية على شعبٍ لم يمنحكم إذن الكلام باسمه. فالحق لا يحتاج موافقتكم، والجنوب لا ينتظر رضاكم.

واعلموا أن الأقنعة بدأت تسقط،وأن حبر أقلامكم صار شاهدًا عليكم لا لكم، وأن الفضائح خرجت من أفواهكم قبل أن يكتبها غيركم.

عودة الجنوب ليست فتنة، بل نهاية فتنة.
وليست تمردًا، بل تحريرًا من باطل طال أمده.

ألم تقرؤوا التاريخ؟
ألم تسمعوا وعد الله؟
إن الباطل كان زهوقًا..
لكن لا يشعر بألمه إلا من ذاق القهر في وطنه،
ولا يفهمه إلا من دفع ثمن الصبر من دمه وأعمار رجاله.

هذه ليست عاطفة، ولا انفعالًا، ولا شعارات.
هذه حقيقة.. ومن احترق بها، فليعلم أن النار من داخله، لا من الجنوب.
انتهى كلام الاستاذ مرزوق الشدادي
_____________

متعلقات