أصعب انتظار هو ذلك الذي تتجشم عناء وصوله ولا تطول أرضه أو سماءه
الإثنين - 17 نوفمبر 2025 - الساعة 09:29 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن "عدن سيتي" محمد العولقي
منتخب إيطاليا لابد في صالة الانتظار لم يحرك ساكنا..لم ينصب أو يرفع حرفا واحدا..
انتظرنا من الأزوري أن يكون ناجعا في ردة الفعل.. وأن يلعب بجسارة قلب الأسد جاتوزو..لكن الانتظار أصفرت أوراقه..تساقطت أمام رياح خريف منتخب النرويج..لم تعد للطليان سوى ورقة توت واحدة في ملحق أوروبي يحمل ذكريات داكنة..
أمطار حمضية تلك التي تهطل على الأراضي الإيطالية لا خير فيها لزرع ولا لضرع..منتخب إيطاليا في مهب ريح ملحق وميض ماضيه يرعب..ورعد حاضره يقلق بالفعل..
سنوات من الكآبة تلف الكرة الإيطالية.. وكلما قلنا سحابة صيف عساها تنجلي أو تنقشع من سماء الأزوري قالت الأيام غير الملاح: هذا مبتداها..
لا أحد مستعد لأن يمضغ غيابا آخر للمنتخب الإيطالي عن المونديال العالمي..لا أحد على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي طارئ آخر يضرب الكرة الإيطالية في صميم قلبها..كأس عالم ثالثة بدون إيطاليا كابوس لا تحتمل أوزاره..
في إيطاليا..رفعوا حالات الطوارئ إلى الدرجة الزرقاء.. الفنيون والنقاد لبسوا قفازات القلق..لا أحد يتجرأ على رفع حدة التفاؤل ولو درجة مئوية واحدة..
غزاة الفايكنج..قرصنوا الأزوري الايطالي ذهابا وإيابا..نزعوا ظلها..زلزلوا كبرياءها..قذفوا بها إلى صحن ملحق محفوف بالمخاطر..
آه يا مارشيلو ليبي..أين سيجارك الكوبي..أين رائحة تنباكك النفاذة..امنحهم تعويذة من تعاويذك.. اقرأ لهم الفنجان المقلوب..ففي حضرة الغياب سيدري العابرون إلى قلوبنا كيف هو الجفاء..وكيف سيفقد اللقاء رونقه بعد كل هذا الانتظار.. تماما كما قال الشاعر محمود درويش..
محمد العولقي