إنسجام تنفذ ثالث جلساتها الحوارية حول بناء السلام والحوار الطلابي بالعاصمة عدن
الأحد - 16 نوفمبر 2025 - الساعة 10:32 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن سيتي _متابعات
نفذت مؤسسة إنسجام للتنمية، اليوم الأحد الموافق 16/11/2025م، ثالث جلساتها الحوارية حول بناء السلام والحوار الطلابي ضمن مشروع نادي السلام الطلابي بكلية الآداب، وذلك بالشراكة مع منظمة كير العالمية والاتحاد العام لطلاب جامعة عدن وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبرعاية الأستاذ أحمد حامد لملس – وزير الدولة محافظ العاصمة عدن، والأستاذ الدكتور الخضر لصور – رئيس جامعة عدن.
وعبّر عميد كلية الآداب، الدكتور جمال الحسني، عن سعادته بتنفيذ مثل هذه المشاريع التي تشكّل مساحة آمنة ومهمة للشباب، خاصة في ظل الظروف الراهنة الناتجة عن الحروب وما خلّفته من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية. وأكد أن الشباب يمثلون ركيزة المجتمع وقادرون على إحداث التغيير نحو مستقبل أفضل.
كما أشاد الحسني بدور هذه المبادرات في صقل مهارات الحوار والتفكير النقدي لدى الطلاب، وتمكينهم من أن يكونوا شركاء فاعلين في صناعة مستقبل أكثر استقراراً وسلاماً، مشيراً إلى حرص قيادة الكلية على الوقوف إلى جانب الطلاب وفهم قضاياهم واحتياجاتهم.
وفي مستهل الجلسة، رحّبت الأستاذة فاطمة نجيب العطاس – المختصة في إدارة المشاريع والبرامج بمؤسسة إنسجام للتنمية – بالمشاركين، مشددة على أهمية المشروع باعتباره نقلة نوعية للشباب، وخصوصاً طلاب الجامعات، من خلال تعزيز دورهم في عملية السلام والحوار الطلابي، وخلق مساحة مفتوحة وآمنة لتبادل الآراء، وتنمية روح المسؤولية والعمل الجماعي، وبلورة مبادرات طلابية تسهم في معالجة أبرز التحديات التي تواجههم.
كما أوضحت العطاس أن مؤسسة إنسجام للتنمية هي مؤسسة شبابية طموحة تُعنى بتمكين الشباب والنساء لتحقيق نهج تنموي مستدام، وتعمل كمحرك أساسي لبناء السلام وتعزيز المشاركة المجتمعية. وأشارت إلى أن المؤسسة تركز على دعم الأدوار القيادية للشباب باعتبارهم عنصراً فاعلاً ومؤثراً في المجتمع، وتسعى لترسيخ ثقافة الحوار والتعايش وقبول الآخر بما يعزز التماسك المجتمعي ويهيئ بيئة يسودها الانسجام والسلام.
وفي سياق متصل، تحدثت غادة قائد، عضو نادي السلام الطلابي، عن تجربتها في هذا التدريب، موضحة أنه شكّل تغييراً جذرياً في حياة المشاركين، ورسّخ لديهم الإيمان بأن السلام ليس فرضاً للرأي أو التعصب، بل هو احتواء للآراء والقيم الأخلاقية التي تجتمع على طاولة واحدة وتشكل أساس الحوار. وأضافت أن المشكلات لا تُحل بفرض الآراء، وإنما بخلق بيئة يسودها الاحترام والأمان، مؤكدة أن القيادة ليست منصباً بقدر ما هي روح وممارسة.
وأشارت غادة إلى أن السلام يبدأ من الذات، من خلال التعايش وتقبّل العيوب والاختلافات، لافتة إلى أن الحوار والتفاوض والمناقشة تمثل أولى وسائل صناعة السلام وإحداث فرق من خلال المبادرات الشبابية.
ومن جانبه، قال محمد الحمادي – المختص والمدرب في بناء السلام وتحليل النزاع – إن الشباب هم “وقود الحروب والسلام”، مؤكداً أن السلام عملية طويلة تتطلب فهماً عميقاً، وأن السلام النفسي يمثل نقطة البداية، إذ ينبغي منح الأولوية لسلامة الإنسان النفسية قبل الدخول في أي مفاوضات. وأضاف أن السلام ليس رفاهية، بل حاجة ملحّة، وأن البدء به يستلزم مراعاة الصراعات الداخلية وفهم الأطراف الأخرى. مشيراً إلى أن التعايش السلمي لا يعني مجرد تقبّل الرأي، بل فهم المصالح المشتركة، وأن الحوار يمثل إحدى أهم الوسائل الآمنة لتحقيق ذلك.
وشدد الحمادي على أن الحوار يتطلب الجلوس على طاولة واحدة لمعرفة الاحتياجات ومناقشة الأفكار، وتجنب الوصول إلى طريق مسدود يعيق تحقيق مصالح الطلاب والمجتمع، موضحاً أن الحوار لا يقتصر على الجانب التنموي فقط، بل يشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي ختام الجلسة، دارت نقاشات مفتوحة بين الأستاذ محمد الحمادي وطلاب كلية الآداب حول أبرز التحديات التي تواجههم، والحلول الممكنة لتهيئة بيئة جامعية آمنة وحاضنة للطلاب.