الجمعة-14 نوفمبر - 01:19 ص-مدينة عدن

قنبلة موقوتة.. تقرير عبري يتحدث عن جهاز خطير يحمله عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى منازلهم

الخميس - 13 نوفمبر 2025 - الساعة 11:34 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات



انتشرت في السنوات الأخيرة في إسرائيل أجهزة استقبال IPTV وهي اختصار لعبارة Internet Protocol Television (تلفزيون بروتوكول الإنترنت)، والتي تحتوي على تطبيقات لمشاهدة المحتوى المقرصن.

ويقدر عدد الأجهزة النشطة فيها بما يتراوح بين 50000 و100000 جهاز.

وتباع المحولات المقرصنة والتي يبلغ سعرها 300-400 شيكل فقط،(100 دولار تقريبا) في متاجر الإلكترونيات الصغيرة ويمكن العثور على إعلانات عنها للبيع بسهولة على شبكات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تيك توك" على الرغم من أنها منتج غير قانوني.

وتقدم هذه المحولات محتوى بث مسروقا من إسرائيل ومن جميع أنحاء العالم، يبث عبر قنوات بث مقرصنة، وحتى اليوم، لا تسلط عقوبات على حيازة المحولات الخاصة، بل تقتصر العقوبة على بيعها وتوزيعها.

انتهاكات وخروقات أمنية خطيرة
وتحارب منظمة "زيرا" التي تعمل على حماية حقوق النشر على الإنترنت نيابة عن منظمات المحتوى الرئيسية في إسرائيل، بما في ذلك "يس"، و"هوت"، و"كيشت"، و"تشارلتون"، و"آر جي إي"، وغيرها، هذه الظاهرة، وقد رفعت بالفعل دعاوى قضائية ضد عدد لا بأس به من الموزعين وغرمتهم المحكمة بمئات الآلاف من الشواقل مقابل هذه المخالفة.

إلى جانب الانتهاك الخطير لحقوق النشر، ثمة خطر من حدوث خروقات أمنية خطيرة في هذه الأجهزة، فقد كشف تحقيق سري أجرته منظمة "زيرا" في الأشهر الأخيرة أن المحولات الإلكترونية المخصصة للجمهور الإسرائيلي تستوردها جهات وصفت بـ"الإجرامية" بعضها من السلطة الفلسطينية، وتوزع عبر شركات شحن من رام الله ونابلس ومدن أخرى إلى إسرائيل.

ووفق "القناة 12" العبرية، أرسلت أجهزة استقبال مقرصنة استولى عليها محققون نيابة عن الجيش الإسرائيلي، إلى مختبر شركة "تيك تاك تكنولوجيز"، المتخصصة في الأدلة الجنائية واستعادة البيانات.

وتوصل التحقيق إلى نتائج مثيرة للقلق إذ كشفت الاختبارات التقنية التي أُجريت على بعض الأجهزة أن الميكروفونات المدمجة قادرة على تسجيل محادثات المستخدمين دون علمهم.

كما أثبتت جميع الأجهزة المختبرة قدرتها على الوصول إلى الشبكة الداخلية للمستخدم، ما يسمح لها بفحص الأجهزة المتصلة، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وغيرها.

ووجد أيضا أن هذه الأجهزة تبحث عن موقع شبكة الإنترنت الخاصة بالمستخدم، بما في ذلك تفاصيل إضافية عنه، وترسلها إلى جهات خارجية.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام هذه الأجهزة للوصول إلى الشبكة المنزلية ونقل المعلومات الشخصية والحساسة إلى خوادم خارجية، وتتبع عادات المشاهدة، والحصول على كلمات المرور والتفاصيل المالية، والحصول على إمكانية الوصول عن بعد عبر البلوتوث لاختراق الأجهزة الأخرى في المنزل.

وهذا يعني أن المستخدمين قد يجلبون إلى منازلهم "حصان طروادة" وهو برنامج بث يحتوي على ثغرات أمنية خطيرة، يسمح لهم بالاتصال بشبكة الكمبيوتر المنزلية الخاصة بهم، والتنصت، وحتى الاتصال بأجهزة كمبيوتر أخرى.

تحقيقات
وفي السياق، صرح يوآف زيلبرشتاين الرئيس التنفيذي لشركة تيك تاك تكنولوجيز: "تلقينا عشرات النماذج المختلفة التي درسناها لفهم آلية عملها، ومحتويات الصندوق، وما هو التهديد الذي تشكله على المستخدم".

وأضاف أن "هذه الظاهرة دراماتيكية.. هناك عشرات الآلاف، وربما مئات الآلاف من المنازل التي تستخدم هذا الجهاز.. إنهم يريدون استقبال البث، ولا يدركون حجم الخطر الذي يُعرّضون أنفسهم له داخل منازلهم.. يمكنك التحكم في هذا الصندوق، ومنه الاتصال بأي مكان على شبكة منزلهم، والتنصت، وسرقة المعلومات الشخصية، وتفاصيل بطاقات الائتمان.. إنهم يضعون قنبلة موقوتة في منازلهم".

ويوضح المحامي إران بريزانتي الشريك في شركة المحاماة بيرون، الذي يرافق "زيرا" في معاركها القانونية، أنه ليس من الممكن المعرفة على وجه اليقين ما إذا كانت هذه الأجهزة قد تم استخدامها بشكل خاطئ، ولكن الاحتمال موجود بالتأكيد.

وحسب "زيرا" تُشكل أجهزة الاستقبال المقرصنة "خطرا حقيقيا على الإبداع الإسرائيلي بأكمله".

ووفقا لها، فإن استبدال المستهلك لقنوات استهلاك المحتوى بجهاز استقبال مدفوع لمرة واحدة يتضمن محتوى مسروقا من جميع القنوات له تداعيات حقيقية، تتجاوز الشركات الكبرى.

ويكمن القلق في الضرر الاقتصادي الذي يلحق بالسلسلة الإبداعية الإسرائيلية بأكملها لأصحاب الحقوق، ومنصات البث، والمنتجين، والمبدعين، والممثلين، والمخرجين، وجميع العاملين في الصناعة الثقافية الذين يكسبون رزقهم من عائدات البث وصولا إلى مستوى فناني المكياج ومصففي الشعر.

والمشكلة بالنسبة لهم هي أن الأمر لا يتعلق بشيء يعتبر "ممنوعا" أو "غير قانوني"، بل هو شيء يتم الإعلان عنه وشراؤه بسهولة عبر الشبكات الاجتماعية وفي متناول يد كل إسرائيلي.

دعاوى قضائية
وللحد من هذه الظاهرة، قررت "زيرا" هذا العام محاربة عملاقين عالميين في مجال التكنولوجيا.

وفي مارس الماضي، رفعت "زيرا" دعوى قضائية ضد ميتا مطالبة بتعويض قدره 2.6 مليون شيكل، بهدف إلزامها بالتحرك بفعالية لمنع إعلانات خدمات IPTV غير القانونية، والكشف عن دخل ميتا من النشاط المخالف والإعلانات غير القانونية، وبالتالي تعويض مزودي المحتوى عن الأضرار المالية الناجمة عن انتهاك حقوق النشر.

ومن الدعاوى القضائية الكبرى الأخرى التي ترفعها منظمة "زيرا" ضد عملاق التكنولوجيا العالمي، دعوى ضد تطبيق "تيك توك"، ففي أكتوبر 2025، رفعت المنظمة دعوى قضائية ضدها بتهمة انتهاك حقوق الطبع والنشر، مدعية أن المنصة تتيح توزيع محتوى مقرصنا ولا تستخدم آليات مراقبة فعالة، وطالبت بتعويض قدره 2.6 مليون شيكل.

المصدر: "القناة 12" العبرية

متعلقات