الإثنين-03 نوفمبر - 08:08 ص-مدينة عدن

الأمم المتحدة والحوثيون.. شراكة على حساب موظفيها

الإثنين - 03 نوفمبر 2025 - الساعة 01:32 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن " عدن سيتي " أسامة الشرمي





الأمم المتحدة والحوثيون.. شراكة على حساب موظفيها

قدّمت الأمم المتحدة موظفيها في #صنعاء كرهائن تحت الطلب، مقابل حصول كبار موظفيها على علاوات مخاطر ورواتب مرتفعة تُقتطع من التبرعات الدولية المخصّصة لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، والتي وصلت في بعض الحالات إلى 40% من إجمالي الدعم المقدم.

بهذا السلوك، تحوّل الوجود الأممي في صنعاء من مهمة إنسانية إلى صفقة غير معلنة تُبقي الحوثيين ممسكين برقاب العاملين الدوليين، بينما يغضّ مسؤولو الأمم المتحدة الطرف مقابل الامتيازات المالية الضخمة.

لذلك فإن الأمين العام للأمم المتحدة يتحمل المسؤولية المباشرة عن مصير الموظفين الأمميين في صنعاء، لأنه وافق على استمرار عمل المكاتب الأممية هناك رغم علمه المسبق بانعدام أي ضمانات قانونية أو دبلوماسية لحماية الموظفين.

ويشاركه في هذه المسؤولية كلٌّ من مساعده للشؤون الإنسانية، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، والمبعوث الأممي، لتقاعسهم عن اتخاذ أي إجراءات حقيقية لحماية موظفيهم من الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي بحقهم.

في النهاية، تبقى الحقيقة المؤلمة أن 45 موظفاً أممياً يواجهون خطر الإعدام بتهمة "التجسس"، وجميعهم من الجنسية اليمنية، بعد أن قامت الأمم المتحدة بإجلاء موظفيها الأجانب في صفقة مع المليشيا، قدّمت بموجبها هؤلاء الرهائن اليمنيين قرباناً للهروب من المساءلة الدولية أو التحقيق.

إن ما يحدث اليوم يستدعي تدخلاً عاجلاً من مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية الدولية لحماية هؤلاء الموظفين اليمنيين وإنقاذهم من مصير محتوم، وتنفيذ دعوة الحكومة اليمنية المتكررة للوكالات الأممية بنقل مكاتبها إلى العاصمة المؤقتة عدن، باعتبارها المكان الآمن والشرعي لعمل البعثات والمنظمات الدولية.

متعلقات