محطات نضاليّة مُضيئة من سيرة المناضل الشنفرة في ذكرى رحيله الخامسة والعشرين.

الأحد - 19 أكتوبر 2025 - الساعة 11:21 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات


✸ كتب الصحفي الراحل نجيب محمد يابلي يومًا عن الشنفرة في صحيفة "الأيام" تحت عنوان: (رجال من ذاكرة التاريخ)، قائلًا:" في 22 يونيو 1967م، كانت منطقة الضالع أولى المناطق تحررًا من المستعمر البريطاني، وما إن تم تأمين الضالع بالكامل حتى صدر قرار قيادة الثورة بتكليف المناضل الكبير قائد صالح حسين الشنفرة بالتوجّه على رأس مجموعة كبيرة لتعزيز جبهة عدن بعد استشهاد المناضل مدرم، وبعد الاستقلال الوطني المجيد في الـ30 من نوفمبر 1967م، ابتعد المناضل الوطني قائد صالح حسين الشنفرة عن دائرة الضوء مكتفيًا بما قدّمه لقضية بلاده، وعند أصيل يوم 19 أكتوبر 1997م صعدت روح المناضل الوطني قائد صالح حسين الشنفرة إلى بارئها...".

هكذا كانوا، وهكذا رحلوا. فمنذ نعومة أظافره كان الثائر الشنفرة مسكونًا بحبّ الوطن، عشقًا بعدد قطرات دمه، ثائرًا ضد المستعمر البريطاني على خطى الآباء والأجداد. ولم تتوقّف مسيرته النضاليّة عشية الاستقلال الوطني في الـ30 من نوفمبر 1967م، إذ كان للراحل دور بارز وكبير في التصدّي للقوّات الشمالية في حروب 1972 و1979 و1994م. ولم يُلقِ سلاحه بعد سقوط عدن المشؤوم؛ بل واصل النضال في الجبال متنقّلًا بين الضالع وحالمين ويافع، يصحبه المئات من المقاتلين.

ثمانيةٌ وعشرون عامًا مرّت على رحيله، ولا تزال الأجيال الجنوبيّة تعشق سيرة هذا البطل القومي، وحياته الثوريّة الصادقة، ومواقفه النبيلة الثابتة التي لا تلين؛ تلك المواقف التي تجمّعت كلّها في ابن الستين عامًا آنذاك: قائد صالح حسين الثوير الملقّب بـ"الشنفرة".

في الذكرى الثامنة والعشرين لرحيله، ما زالت الغصّة حارّة، وما زلنا في أمسّ الحاجة إلى قادةٍ عظام كالشنفرة. وحتمًا سيبقى - رحمه الله تعالى - في ذاكرة شعب الجنوب الثائر رمزًا أصيلًا من رموز المقاومة الوطنية الصادقة.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يغفر له ويتجاوز عنه، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنّة، وأن يجعله من أهل الفردوس الأعلى.

• شايف محمد الحدي

【المكتبة الوثائقية الأميرية ـ الضالع】

متعلقات