رسالة إلى وزير الدفاع والمجلس الانتقالي الجنوبي

الأحد - 19 أكتوبر 2025 - الساعة 12:02 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" معاذ الضالعي




رغم قسوة الظروف وغياب أبسط مقومات الدعم،
واصل البطل #مازن صالح علي الحميدي مشواره العسكري في الكلية الحربية الباكستانية،
إحدى أقوى الكليات العسكرية في آسيا،
دون أن يتلقى أي دعم أو مستحق مالي من حكومته منذ يوم سفره!

ومع أن زملاءه في الدفعات اللاحقة استلموا حقوقهم،
إلا أن مازن الحميدي ظلّ مهمّشًا ومنسيًّا،
يعيش الغربة بشرف، ويكابد بصبر،
بينما أسرته في الوطن تعاني وتضحّي من قوتها اليومي لتؤمّن له مصاريف دراسته ومعيشته،
أُسرة عاشت المرارة بصمت، وفضّلت أن ترى ابنها رافعًا راية الجنوب رغم قسوة الحرمان.

ولم يتوقف الإهمال عند هذا الحد!
فعندما قرر العودة إلى أرض الوطن بعد تخرّجه،
ذهب إلى السفارة ليطلب تذكرة عودة على نفقة الحكومة،
ليُفاجأ بأن لا علاقة للحكومة بعودته ولا بحق سفره!
ولولا تدخل أحد الشرفاء الغيورين على أبناء الوطن،
لما استطاع حتى العودة إلى بلده بعد رحلة تعب وشرف طويلة.

ورغم كل ذلك، خرج مازن الحميدي من بين صفوف المجتهدين
ليتألق بحصوله على المركز الثالث في الكلية الحربية الباكستانية،
إثباتًا أن أبناء الجنوب لا يحتاجون إلا لإرادتهم وعزيمتهم لرفع الرأس عاليًا.

لكن تبقى الحقيقة المرة:
‏أين وزارة الدفاع من هذا النموذج المشرف؟
وأين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي وعد بالإنصاف والدعم لأبطال الجنوب؟
هل يُعقل أن يبقى مثل هذا البطل بلا مستحقات ولا تكريم؟

إننا نطالب بوضوح وصراحة:
وزير الدفاع والمجلس الانتقالي الجنوبي بتحمّل مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية،
وصرف كافة مستحقات البطل مازن الحميدي فورًا،
وردّ الاعتبار له ولأسرته التي وقفت خلفه رغم كل المعاناة.

مازن الحميدي لم يرفع رأسه وحده،
بل رفع رأس كل أبناء الجنوب الأحرار الذين يؤمنون أن العزة لا تُمنح بل تُنتزع.

المجد لمن صنعوا المجد بصمت، والعار لمن تجاهل تضحياتهم.
خدمة الوطن شرف، وردّ الحقوق واجب.


بقلم/معاذ الضالعي

متعلقات