الثلاثاء-23 سبتمبر - 02:57 م-مدينة عدن

#الظل_الكبير

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2025 - الساعة 01:05 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" خاص


> شيعنا جثمان رجل آخر نبيل، حملنا نعشاً في داخله نعوش كثيرة، انتصروا في كل معاركهم، وهزمهم مشروعهم.
> مازلنا نقف عند فاجعة نبأ رحيله، والحروف ضريرة تتعثر على السطور في محاولة نعيه.
> كان قضية تمشي على الأرض وأحلاماً كثيرة لا تسقط بالتقادم، أينما يقف ترى الجنوب كبيراً، عفيفاً، سليماً بلا صراع أو جروح.
> في الحرب كان مترساً في جبهة، ومئذنة مجاهدة، وتكبيرة نصر وبشارة حرية.
> وفي السلام كان قلبه حقول سنابل جنوبية تملأ كل ذرة من تربته، نفساً كريمة وضحكة عفوية طفولية تصافح كل الناس، وتسامح دون أن تفحص الوجوه.
> تحدثنا كلنا عن قسوة جحودهم وخذلانهم، إلا هو ضمد جرحه واحتفظ بوده، ولم يطعنهم أو يكفر بمشروعهم.
> علقوا الأجراس على أعناقكم، لعلها تقرع ذاكرة خذلانكم، لا تتركوه يموت، فأمثاله يستحقون أن يعيشوا في وجدان القضية والناس.
> لم ندركه شيخاً أو مناضلاً، بل تلميذاً وزميلاً على مقاعد المدرسة، كانت بداية عشرة عمر ، وعيش وملح في دفءِ بيوتنا، تسكع طيشنا في شوارعنا العدنية وتنافسنا على ملاعب حوافينا.
> آه منا ما أَجحدنا، بخلنا عليك بكلماتنا حياً، وانتظرناك أن تعيش أبداً، وكنا نظن أن أمثالك لا يرحلون.
> زرت صفحتي مرتين بعد رحيله، الأولى ليلة وفاته عند نعيه، والثانية كانت محاولة فاشلة للتعايش مع الصدمة.
> وقفت أصابعي كثيراً على أزرار الشاشة عاجزة ، وأغادر الصفحة بصمت وقد اعتزلتها الأيام الأخيرة، كإعلان حداد في جوف مساحة فارغة، لا يملؤها سوى وجع الفراق.
> لا ينقصنا الإيمان بمشيئة الله سبحانه وتعالى، ولكن تقتلنا فكرة أن نتجاوز فقدانه ببساطة، ونغادره إلى شؤون الحياةِ الأخرى، بينما نطارد ظله الكبير الذي يتلاشى يوماً بعد يوم ويصبح مجرد " المرحوم".
> بعض الجروح لا تشفى، لقد رحل صديقي أديب إلى الرفيق الأعلى، وسيبقى ظله الكبير يزورنا ويعيش معنا إلى الأبد.
> اللهم إنا نسألك أن ترحمه رحمة الأبرار، وتغفر له، وتسكنه فردوسك الأعلى.
- ياسر محمد الأعسم/ عدن

متعلقات