الثلاثاء-23 سبتمبر - 04:43 م-مدينة عدن

انتشار صواريخ مصرية في سيناء قد تغير قواعد اللعبة

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2025 - الساعة 02:35 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي"متابعات




في خضم تصاعد التوترات الإقليمية والاشتباكات المتكررة على امتداد حدود قطاع غزة وشمال سيناء، برزت خطوة دفاعية استراتيجية من جانب الجيش المصري.

تقارير متعددة — لم تؤكدها مصادر رسمية حتى الآن — تشير إلى نشر منظومات الدفاع الجوي الصينية المتطورة من طراز HQ-9B في مواقع استراتيجية داخل شبه جزيرة سيناء.

وإذا صحت هذه التقارير واتسم النشر بطابع عملي ومستدام، فإن له دلالات تقنية وعسكرية وسياسية بعيدة المدى، قد تعيد تشكيل معادلات الأمن الإقليمي، وتحدّ من التفوّق الجوي الإسرائيلي التقليدي في جنوب البلاد.

وقال موقع "الصوت اليهودي" hakolhayehudi الإخباري الإسرائيلي، إنه في حين يتصاعد الخطاب المصري ضد إسرائيل، تتحدث تقارير عن استمرار الحشد العسكري في سيناء وعلى حدود إسرائيل.

وأضاف الموقع العبري أن الجيش المصري نشر أنظمة دفاع جوي صينية متطورة من طراز HQ-9B في شبه جزيرة سيناء لأول مرة، وأن هذا النظام الدفاعي يشبه أداء نظام S-400 الروسي، بمدى يصل إلى مئات الكيلومترات، وقدرة على تتبع ومراقبة العديد من الأهداف في وقت واحد. لم تُجهّز مصر النظام للاستخدام العملي إلا قبل بضعة أشهر.

وأشار التقرير العبري إلى أن هذه الخطوة تأتي وسط مخاوف متزايدة من امتداد الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة إلى مصر، حيث اعتبرت القاهرة النزوح الجماعي للفلسطينيين إلى سيناء خطًا أحمر

وتجدر الإشارة إلى أنه بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة في افتتاح القمة العربية الطارئة في قطر، ووجّه تحذيرًا لإسرائيل بشأن استمرار الحرب. وقال، من بين أمور أخرى: "إن الهجوم على قطر انتهاك خطير للقانون الدولي ويُشكّل سابقة خطيرة... إن الأحداث الجارية واستمرار القتال على مختلف الجبهات يزيدان من خطر انهيار اتفاقية السلام بين البلدين".

وتساءل الموقع العبري هل تستعد مصر لمواجهة مع إسرائيل؟، مجيبا في الوقت نفسه، إن العدد الكبير من القوات على الحدود، وتفعيل أنظمة الدفاع في سيناء، وتصريحات الرئيس السيسي الأخيرة، كلها تُلمّح إلى ذلك.

وأضاف تقرير الموقع العبري أنه بالرغم من ذلك فقد وقّعت مصر مؤخرًا صفقة ضخمة قررت بموجبها شراء كميات هائلة من الغاز من إسرائيل على مدى العقود القادمة، ومن ناحية أخرى، فإن الفكرة القائلة بأن جيشاً أو منظمة ما لن تهاجمنا بسبب بعض المصالح التي لديها مصالح في الحفاظ على علاقات هادئة معنا، يبدو أنها فقدت زخمها في حرب السادس من أكتوبر 1937.

القدرات التقنية لمنظومة HQ-9B: ردع جوي على مساحة واسعة

تُصنّف منظومة HQ-9B — المعروفة في نسختها التصديرية باسم FD-2000B — ضمن فئة أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى، وتُعدّ من أبرز الأنظمة الصينية المنافسة للأنظمة الروسية مثل S-300/S-400. وتشمل قدراتها:

مدى اعتراض يصل إلى 200 كيلومتر، وقد يمتد إلى أكثر من ذلك حسب نوع الصاروخ والظروف التشغيلية.
ارتفاع اعتراض يتجاوز 30 كيلومترًا، ما يسمح لها باستهداف الطائرات والصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة على ارتفاعات مختلفة.
قدرة على تتبع واعتراض أهداف متعددة في وقت واحد، باستخدام رادارات متطورة تعمل بموجات متوسطة وطويلة، وتتميز بمقاومة عالية للتشويش الإلكتروني.
تكامل مع أنظمة قيادة وسيطرة متطورة، تتيح التنسيق مع أنظمة دفاع جوي أخرى قصيرة ومتوسطة المدى لتشكيل شبكة دفاع متكاملة.
حتى لو لم تطلق المنظومة صاروخًا واحدًا، فإن مجرد وجودها وتشغيل راداراتها في وضع التأهب يُعدّ عاملاً رادعًا قويًا. فعلى المستوى العملي، يمكن لـ HQ-9B أن:

تعقّد البيئة الجوية أمام الطيران الإسرائيلي، وتُجبره على تغيير مساراته أو ارتفاعاته أو توقيتاته.
تدفع إسرائيل لاعتماد أساليب بديلة: مثل استخدام الطائرات المسيّرة بعيدة المدى، أو الاعتماد على التشويش الإلكتروني، أو تنفيذ ضربات جوية بمرافقة غطاء جوي مكثف.
تزيد من كلفة العمليات الجوية، وتُضعف من عنصر المفاجأة والسرعة الذي اعتادت عليه القوات الجوية الإسرائيلية.
بعبارة أخرى، لا يتوقع أن تسقط المنظومة طائرات إسرائيلية يوميًا، لكنها قد تغير قواعد اللعبة: من "حرية جوية شبه مطلقة" إلى "بيئة جوية مدارة بحذر وتكاليف أعلى".

متعلقات