تحليل: محاولة لتشخيص أزمة مجلس القيادة الرئاسي

السبت - 20 سبتمبر 2025 - الساعة 03:35 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات



محاولة لتشخيص أزمة مجلس القيادة الرئاسي
ثابت حسين صالح*
ليست فقط قرارات عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي، وكذلك تصريحات البحسني والمحرمي وطارق هي التي أخرجت خلافات المجلس إلى العلن،فحسب، بل أن تلك التبايانات والخلافات قد ولدت مع ولادة المجلس نفسه في السابع من أبريل 2022م.
باختصار شديد يمكن القول ان أزمة مجلس القيادة الرئاسي هي أزمة الوحدة اليمنية نفسها منذ إعلانها بطريقة ارتجالية في 22 مايو 1990م.
تلك التجربة الفاشلة بين الدولتين التي انتهت عمليا وقانونيا بأزمة ثم حرب 1994م...أصبح الجنوب محتلا من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية...
لم يلتئم مجلس القيادة الرئاسي في اجتماعه الأول، إلا وقد بيتت وزرعت العقد والمفخخات التي كان هدفها الأساسي - وما زال - حرف مسار الاتجاه الرئيسي، وهو "التعامل مع الحوثيين سلما أم حربا".
دعونا أولا نستعرض بعض المطبات والعقد التي زرعت منذ تشكيل وإعلان المجلس.
أولا: من حيث الشكل بدأ وكأن المجلس قد شكل مناصفة بين الشمال والجنوب أربعة باربعه.
لكن من حيث الواقع كانت الحيلة مخفية كما كانت في تشكيل الحكومة التي سميت "حكومة مناصفة"،فقد أخذ تشكيل المجلس الطابع الحزبي اليمني بحيث مثل المؤتمر بثلاثة أعضاء بما فيهم رئيس المجلس هم العليمي وطارق ومجلي وكذلك حزب الإصلاح باثنين هما العرادة والعليمي 2، مقابل ثلاثة فقط للقوى الجنوبية الفاعلة على الأرض والتي هي من تستحق أن تقرر وتدير مسار السلم أو الحرب :الزبيدي والمحرمي والبحسني.
وعمل الانتقالي على تجاوز هذه العقبة من خلال انضمام وتعيين كل من المحرمي والبحسني نائبين لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وهيثم قاسم إلى عضوية هيئة رئاسة المجلس.
لكن المعادلة التنظيمية والإجرائية بقيت مختلة لصالح الطرف الآخر: 5 مقابل 3، ناهيك عن النصوص والتأويلات الإعلامية التي روجها الإعلام الحكومي والحزبي لإعطاء الرئيس صلاحيات اوسع على حساب الجنوب "المحرر".
فامضى رئيس المجلس ومعه بقية ممثلي المؤتمر والإصلاح في ترتيب أوضاع انصارهم، وفي نفس الوقت الانشغال بكيفية إثناء الجنوب عن بناء مؤسسات الدولة وتعطيل أي جهد حتى لنقل مؤسسات الدولة من صنعاء إلى عدن...وتمكين هذه المؤسسات في تقديم الخدمات للجنوب ومحاربة الحوثيين بالوسائل المتاحة.
ثاني هذه العقد إن المجلس لم يسمي عمدا نائب رئيس المجلس الذي يفترض تلقائيا أن يكون رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي وبصلاحيات واسعة باعتباره الطرف الذي حقق الانتصار على الحوثيين الذين ما زالوا يحتلون ويحكمون الشمال.
وعوضا عن تسمية نائب رئيس المجلس جرى إعلان أقل ما يمكن وصفه بالغريب، وهو أن كل أعضاء المجلس السبعة هم بدرجة نائب رئيس!!!
وبعد انكشاف أمر هذه "الحيلة" لاحظنا إن وكالة الأنباء الرسمية كانت تذكر اسماء أعضاء المجلس بحيث يذكر الزبيدي بعد الرئيس مباشرة ثم يليه شمالي، فجنوبي...الخ...
وظلت كذلك وما زلت إشكالية تسمية نائب رئيس تارة وعضو المجلس تارة أخرى.
يتبع بإذن الله تعالى
*باحث ومحلل سياسي وعسكري

متعلقات