الإثنين-15 سبتمبر - 02:15 م-مدينة عدن

كواليس حرب ال12 يوم

الإثنين - 15 سبتمبر 2025 - الساعة 12:23 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات

كشف تقرير إسرائيلي عن تصريحات موسعة لقادة ومسؤولين إسرائيليين بارزين قبل الحرب مع إيران وخلالها، أضاءت على دوافع الضربات التي شنتها إسرائيل فجر 13 يونيو وأشعلت الحرب
وأوضح تقرير القناة 13 أن إسرائيل كانت تأمل في تدخل الولايات المتحدة لتدمير منشأة فوردو النووية المحصنة تحت الأرض، وأنها سعت لإيجاد فرصة لاغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي وزعزعة استقرار النظام في طهران، إضافة إلى محاولات لدفع سكان العاصمة الإيرانية إلى النزوح.
وحسب التقرير، عقد المجلس الوزاري الأمني المصغر اجتماعا سريا يوم 12 يونيو في مخبأ بمنطقة تلال القدس. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في افتتاح الاجتماع: "نحن أمام لحظة تاريخية وقرار مصيري. إذا لم نوقفهم، فسيحصلون خلال سنوات قليلة على عشرات آلاف الكيلوغرامات من المتفجرات النووية. إيران قامت بالفعل بتخصيب مواد تكفي لصنع ثمانية إلى تسعة قنابل، وهي تعمل على تطوير السلاح. إذا لم نتحرك، فلن نكون موجودين. سنوجه ضربة كبيرة لنظام القيادة والسيطرة ونستهدف كبار العلماء ومكونات أخرى. عسى الله أن يساعدنا".

وأكد نتنياهو أن إيران تقترب من أن تصبح القوة الثانية في العالم في مجال الصواريخ الباليستية، موضحا أن تدمير بعض مواقعها وعلمائها سيغير قواعد اللعبة في أي مفاوضات مستقبلية.

وقال مسؤول عسكري رفيع إن أحد أهداف العملية كان منع إيران على المدى الطويل من امتلاك سلاح نووي، وتحسين التوازن الاستراتيجي لإسرائيل، مشيرا إلى أن الخطة تضمنت تدمير منشأة نطنز النووية، واستهداف العلماء والمسؤولين عن البرنامج النووي، إضافة إلى مواقع تحويل اليورانيوم المخصب إلى قلب معدني للقنبلة.
وأوضح المسؤول أن فوردو لا يمكن تدميره إلا بهجوم أمريكي، لأنه مدفون تحت جبل ولا تملك سوى واشنطن قنابل خارقة للتحصينات قادرة على اختراقه. وحذر من أن إيران ستظل تحتفظ بمواد مخصبة حتى بعد العملية، وأنها قادرة في الأيام الأولى على إطلاق مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل. كما قدر أن عشرات الأهداف الإسرائيلية ستتعرض لضربات دقيقة برؤوس حربية كبيرة، ومئات أخرى ستضرب برؤوس حربية خفيفة، لكنه شدد على أن الحرب ستحتاج في النهاية إلى حل دبلوماسي.

وقال مسؤول استخباراتي إن إسرائيل أعدت لعمليات مفاجئة منذ سنوات، بينها استهداف صواريخ سطح-سطح وتنفيذ عمليات استخباراتية لتعطيل أنشطة إيران وزعزعة النظام. كما أشار رئيس جهاز "شين بيت" رونين بار إلى أن إسرائيل استعدت لاحتمال اندلاع اضطرابات بين عرب إسرائيل في المدن المختلطة.

وانتهى الاجتماع بموافقة بالإجماع على العملية التي بدأت في الثالثة فجرا يوم 13 يونيو بسلسلة من الضربات المفاجئة استهدفت الدفاعات الجوية الإيرانية وعلماء نوويين وقادة عسكريين. وفي إسرائيل، أطلقت صفارات الإنذار تحسبا لرد صاروخي إيراني واسع لم يحدث إلا بعد ساعات.
وعقد الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية اجتماعا جديدا في اليوم نفسه لمناقشة الحصول على دعم أمريكي، سواء عبر طائرات التزود بالوقود التي تسمح باستمرار الهجمات، أو عبر إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالموافقة على ضرب فوردو. وقال الوزير رون ديرمر إن نتنياهو "ضغط" على ترامب لإرسال الطائرات، فيما أشار وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أكد له أن العمل جار لإرسالها، وقد وصلت بالفعل بعد أيام.

وأكد رئيس الأركان إيال زمير أن الضربات الافتتاحية حققت "إنجازات استثنائية" وأن العملية تسير أسرع من المتوقع. وقال: "إذا تعاونت الولايات المتحدة معنا، يمكننا توجيه الضربة خلال 48 ساعة. إيران مهتزة من الضربات، وأطلقت عددا أقل من الصواريخ مقارنة بتوقعاتنا".

وناقش الوزراء استهداف البنية التحتية المدنية مثل المصافي بعد تحذير السكان، حيث اعتبر كاتس أن "إجلاء السكان أمر عملي ورمزي"، فيما حذر ديرمر من أن ذلك قد ينهي الحرب قبل استكمال الأهداف. وأكد كاتس أن إسرائيل ستضطر لاستهداف البنية التحتية إذا استهدفت إيران المرافق الإسرائيلية.
وأكد زمير أن الجيش يستعد لتوسيع الهجمات لتشمل نطنز وفوردو، ومواقع في طهران، لافتا إلى تدمير أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ وتعطيل 80 أخرى.

وأشار مسؤول استخباراتي إلى أن استهداف القيادة المركزية لإيران بدأ بالفعل، وهو ما انعكس في تراجع الهجمات الإيرانية وزيادة عمليات الاعتراض الإسرائيلية. وأكد ديرمر أن الولايات المتحدة ستكون "في وضع دفاع كامل خلال 48 ساعة" مع تعزيز قواتها في المنطقة.

لكن مع حلول يوم الاثنين، بدأت أصوات في المؤسسة الدفاعية تدعو للتفكير في إنهاء الحرب، ما أثار غضب نتنياهو الذي قال: "توقفوا عن الحديث عن إنهاء الحرب. لم ننته بعد، ولن نتوقف قبل تحقيق أهدافنا. نحن على حافة النصر والشعب قوي".

متعلقات