الإثنين-15 سبتمبر - 06:43 ص-مدينة عدن

محظوظ من يقرأ لسياسي كبير مثل أحمد عمر بن فريد العولقي

الإثنين - 15 سبتمبر 2025 - الساعة 04:44 ص بتوقيت العاصمة عدن

الضالع " عدن سيتي " ابو صقر الهدياني



محظوظ من يقرأ لسياسي كبير مثل أحمد عمر بن فريد العولقي



جئتُ متأخرًا ولم أتبع مواضيعه الدسمة كما ينبغي لقارئٍ مثلي أن يحظى بالقراءة لسياسي كبير مثل أحمد عمر بن فريد العولقي، فهذا واحد من الذين يضعون كتابًا كاملًا في سطرين، وإذا ما أردت أن تعود لتاريخ هذه العراكات ارجع إلى ما صاغه من المواضيع في أوج أيامه، كان يحط عن رؤية إلى مدى بعيد حتى الآن، فعناية أبي وحرصه على استمرارية تغذية مسامعنا بما جادت به قريحة بن فريد ينم عن حرص كبير في محاولة التوجيه السياسي بمراحله الواقعية، لأن محاولة الربط بين جيلين عن وقائع الحدث السياسي أصعب من محاولة رتق عملية قلب مفتوح، وكي لا تكون هناك فجوة كبيرة بين النشأتين، فإنه يجب الردم بينهما بشساعة العقل الأكبر من الزمن الأول، بحيث تندلق أساليب الفكر السياسي الناشئ في دائرة الاتصال اليقظ بكلاسيكية الفكرة الأولى مع سلاسة تحريك الركود المعرفي بالاستدلال من الماضي.

فاستدعاء دلالات أحمد عمر بن فريد في مقام اليوم يعد طبقًا ناضجًا من الفاكهة التي يشتهيها العقل حين يجوع وسط التيه والاشتباك الفكري بحيث يتنمّل العاقل الباحث ويمضي بعبقرية إلى النجاة دون الانحطاط في وحل المناطقية، فالجلبة التي حدثت لي وأنا اقرأ خطابه قبل لحظات، لم تحدث لي منذ زمن، على الرغم من بساطة اللغة، لكن السهل الممتنع آسر ولذيذ ولا تنفك لذته عن الذائقة الأدبية حتى وإن كان في اتجاه آخر، فتسوية الأمر الواقع بتشريع الخطاب النموذجي لهي مهارة المخضرمين والجهابذة، وهذا العولقي ناصية جزلة تستطرد الدهشة رغم قتامة الاعتياد منذ سنوات انفلات الخطاب الإعلامي السياسي مؤخرًا ما بعد الحرب الأخيرة.

لا تزال كلمة الشك قائمة في أفئدة الموجسين حتى ينتفض خطاب الزاهدين السابقين فتتلون حرباء الخطاب كما ينسكب مطر الوعي بلونه الفسفوري المشع واللامع بما لا يدعُ بقعة غامضة يدوسها الظلام.
فلهذا، طالت المماحكات والملامسات المناطقية تتجرّح اللحمة الجنوبية على أثر واقعة ملف العولقي لأن السخط الإعلامي غير منظوم وفق قائد يطفئ لهيبه المستعر، لكن الله خلق العوالق على صحراء ساحلية هم الماء والنار عليها، فحين يستعر لظى الصحراء ينزلون البحر، وحين يهيج البحر يسيحون إلى الصحراء حيث يتبخر الموج من شدة طيش الشموس، وهذا ما حدث في الأسبوع الأخير والمواقد والعة يتلاطم غضبها محتشدًا خلف مطالبه، حتى جاء خطاب الشيخ الوقور يُلطّف نزق الشعور اللاذع.ر

متعلقات