الثلاثاء-09 سبتمبر - 04:37 م-مدينة عدن

الإعلام العبري يشير إلى أداة ضغط قوية على مصر ويحث تل أبيب على استخدامها

الثلاثاء - 09 سبتمبر 2025 - الساعة 10:44 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات





دعا الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي أرييل كاهانا، في مقال رأي نشرته صحيفة "يسرائيل هايوم"، الحكومة الإسرائيلية إلى قطع إمدادات الغاز الطبيعي عن مصر.


واعتبر الكاتب أن ذلك وسيلة ضغط مشروعة ردا على ما وصفه بـ"الانتهاكات الممنهجة" من قبل مصر لاتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1979.

وتأتي دعوة كاهانا في سياق مقاله اللاذع، الذي حمل عنوان: "انكشاف التهديد الأمني لإسرائيل.. علينا أن نستيقظ"، حيث زعم أن مصر تنتهك الملحق العسكري لاتفاقية كامب ديفيد من خلال نشر قوات عسكرية مسلحة في شبه جزيرة سيناء، بما يتجاوز القيود المفروضة على التواجد العسكري في المنطقة المنزوعة السلاح.

وأشار كاهانا إلى أن الاتفاقية تنص على تقييد التواجد العسكري المصري في سيناء، خصوصا في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل، بهدف ضمان الاستقرار وخفض التصعيد، لكنه ادعى أن مصر تنشر "وحدات عسكرية متقدمة، ومعدات ثقيلة، ومنظومات دفاع جوي" في مناطق محظورة، في "انتهاك صريح ومتكرر" للبنود الأمنية.

وزعم أن قوة المراقبة متعددة الجنسيات في سيناء (MFO)، التي تقودها الولايات المتحدة، "تم تحييدها فعليًا"، ولا تؤدي دورها الرقابي كما ينبغي، مضيفا أن الرقابة الإسرائيلية نفسها لا تسلط الضوء كفاية على هذه الانتهاكات، ما يؤدي إلى "تجاهل جزئي من الجمهور والقيادة السياسية للخطر المتزايد".

ورغم تأكيده أنه لا يتوقع اندلاع حرب مع مصر في المدى القريب، قال كاهانا: "لا، لا أعتقد أن حربا ستشتعل مع مصر غدا"، لكنه شدد على أن صفقة الغاز الضخمة بين البلدين تشكل أداة قوية في يد إسرائيل يمكن استخدامها للضغط من أجل الالتزام بالاتفاقية.

وأوضح أن إسرائيل تصدر كميات كبيرة من الغاز الطبيعي إلى مصر، بقيمة مليارات الدولارات، وهي صفقة حيوية للطرفين، لكنه اعتبر أن "الأمن أهم من المال"، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى ربط استمرار هذه الصفقة بالتزام مصر الكامل ببنود اتفاقية السلام.

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وسكرتيره العسكري، رومان غوفمان، على دراية تامة بهذه القضية، وقد تم إطلاعهما على "تفاصيل الحادثات والانتهاكات"، لكنه انتقد "الصمت الإعلامي والسياسي" حول الموضوع.

في ختام مقاله، دعا كاهانا المزيد من الصحفيين والشخصيات العامة في إسرائيل إلى التحدث عن هذه القضية، معتبرا أن رفع الوعي العام هو الخطوة الأولى نحو إحداث تغيير حقيقي، وقال: "يجب ألا نسمح لأنفسنا بالنوم على وسادة الراحة، بينما تُنتهك بنود السلام تحت أنظارنا".

تعد دعوة كاهانا انعكاسا لتيار رافض في الأوساط الإسرائيلية للتعاون الاستراتيجي مع مصر، خصوصًا في المجالات الحساسة كالأمن والطاقة. لكنها تعتبر رأيًا فرديًا لا يمثل بالضرورة السياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية، التي تُبقي على العلاقات مع مصر استراتيجية ومستقرة، رغم التوترات الدبلوماسية أحيانًا.

من جهتها، ترفض مصر باستمرار الادعاءات الإسرائيلية حول انتهاكات اتفاقية كامب ديفيد، وتؤكد أن نشر القوات في سيناء يأتي في إطار مكافحة الإرهاب، ووفق تنسيق أمني مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وبما لا يخلّ بالبنود المتفق عليها.

ينظر إلى صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل على أنها نموذج للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة، تخدم مصالح الطرفين، وتدعم استقرار المنطقة. ويعتبر خبراء أن أي محاولة لاستخدام الغاز كورقة ضغط سياسية قد تعرض هذه الشراكة للخطر، وتعيد تشكيل التحالفات في شرق المتوسط.

متعلقات