الثلاثاء-09 سبتمبر - 06:39 ص-مدينة عدن

جامعة العلوم والتكنولوجيا – عدن: صرح أكاديمي رائد يواجه حملات التشويه بثبات

الثلاثاء - 09 سبتمبر 2025 - الساعة 12:48 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن " عدن سيتي " كتبه | هشام الحاج:





تُعد جامعة العلوم والتكنولوجيا – عدن واحدة من أبرز الصروح التعليمية في اليمن والمنطقة العربية، إذ استطاعت أن ترسخ مكانتها العلمية عبر سنوات من العمل الجاد والالتزام بمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي.

فمنذ تأسيسها عام 2006، وحتى انتقال مركزها الرئيسي إلى مدينة عدن في العام 2020 نتيجة الظروف السياسية في صنعاء، واصلت الجامعة مسيرتها كمنارة تعليمية وعلمية رائدة، تقدم مخرجات أكاديمية متميزة رفدت السوق اليمني والعربي بكفاءات نوعية.

الريادة والتصنيف الأكاديمي

لم يكن تصدّر جامعة العلوم والتكنولوجيا قائمة الجامعات الأهلية في اليمن وفق التصنيفات العالمية، واحتلالها المركز الأول محليًا و المركز 25 على مستوى الوطن العربي، محض صدفة، بل هو نتاج استثمار مستمر في البنية التحتية التعليمية، وهيئة التدريس المؤهلة، والبرامج الأكاديمية المواكبة للتطور العلمي.

وقد اعتمدت الجامعة في نهجها على التوازن بين التعليم النظري والتطبيقي، ما جعلها واحدة من الجامعات الأكثر جذبًا للطلاب من مختلف المحافظات اليمنية.

تنوع البرامج الأكاديمية وجودة المخرجات

تقدم الجامعة باقة واسعة من التخصصات التي تلبي متطلبات سوق العمل، تشمل الهندسة والحاسبات، الطب والعلوم الصحية، والعلوم الإدارية والإنسانية، إلى جانب برامج الدراسات العليا. كما أسست عمادة للتعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد، لتوفير بيئة تعليمية رقمية متكاملة تتيح للطلاب مواصلة تحصيلهم العلمي أينما كانوا.

وتولي الجامعة اهتمامًا كبيرًا بالجانب التطبيقي، حيث يتم إعداد الطلاب عبر التدريب العملي والشراكات مع المؤسسات الطبية والهندسية والشركات، بما يعزز جاهزيتهم لدخول سوق العمل فور تخرجهم.

الإقبال الطلابي الكبير

لقد وصلت جامعة العلوم والتكنولوجيا – عدن إلى مرحلة لم تعد فيها قادرة على استيعاب كل أعداد الطلاب الراغبين في الالتحاق بها، نتيجة للثقة الكبيرة التي حصدتها في الأوساط المجتمعية والأكاديمية.

الأمر الذي يجعل مقارنتها ببعض الجامعات الأهلية الناشئة أمرًا غير منطقي، كونها سبقت بمراحل في الخبرة والبنية الأكاديمية والتصنيف العالمي.

حملات إعلامية رخيصة

مؤخرًا، تعرضت الجامعة لحملة إعلامية منظمة استغلت احتجاجات طلابية مرتبطة بالمطالبة بتخفيض الرسوم الدراسية. ورغم أن الجامعة تعتمد سعر الصرف للدولار عند 1000 ريال يمني فقط – في حين أن البنك المركزي قد أقر السعر بحدود 1650 ريالًا – وهو ما يعني أن الطلاب مستفيدون من تخفيض غير معلن في الرسوم، إلا أن بعض الأطراف سعت إلى استغلال هذه الأحداث وتحويلها إلى مادة للهجوم والتشويه.

وتشير مصادر أكاديمية إلى أن جامعات أهلية أخرى تقف خلف هذه الحملات، إذ لجأت إلى تمويل بعض المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف النيل من سمعة "العلوم والتكنولوجيا" ومحاولة إقناع طلابها بالانتقال إلى جامعاتهم، في خطوة تعكس حالة المنافسة غير النزيهة.

صرح علمي صامد

على الرغم من هذه التحديات، تظل جامعة العلوم والتكنولوجيا – عدن نموذجًا للصمود والريادة في قطاع التعليم الأهلي. فهي لا تكتفي بتخريج أجيال مؤهلة علميًا ومهنيًا، بل تسهم أيضًا في دعم البحث العلمي وخدمة المجتمع عبر المؤتمرات والأنشطة العلمية والتنموية.

كلمة أخيرة

إن النجاحات التي حققتها جامعة العلوم والتكنولوجيا – عدن لم تأتِ من فراغ، وإنما بجهود متراكمة واستثمارات طويلة الأمد في العلم والمعرفة. ورغم كل محاولات التشويه، تبقى الجامعة صرحًا أكاديميًا شامخًا، ووجهة أولى لكل طالب يمني يبحث عن تعليم نوعي يواكب المعايير الإقليمية والعالمية.

متعلقات