الأزهر يحذّر من لعبة روبلوكس .. مخاطر خفية تهدد الأطفال

الإثنين - 08 سبتمبر 2025 - الساعة 01:17 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات




شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً مع بيان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الذي وجَّه فيه تحذيراً جديداً لأولياء الأمور من لعبة "روبلوكس" الإلكترونية، داعياً إلى تحصين الأبناء من مخاطرها، ومشدداً على ضرورة متابعة أنشطتهم الرقمية بشكل دائم.

وأوضح المركز في بيانه أن بعض الألعاب الإلكترونية باتت تشكّل تهديداً مباشراً على فئة الشباب والأطفال، إذ تسرق أوقاتهم، وتعزلهم عن محيطهم الواقعي، وتغذي لديهم نزعات العنف، فضلاً عن ما تحمله من مخاطر فكرية وسلوكية ونفسية.

وأشار إلى أن لعبة "روبلوكس" تحديداً، رغم انتشارها الكبير على مستوى العالم وإتاحتها للمستخدمين إنشاء ألعاب وتجارب خاصة، تُعَدّ بيئة خصبة لإضافة محتويات غير لائقة أو خطيرة، وهو ما دفع بعض الدول إلى حظرها بشكل كامل.

وبيّن المركز أن تقارير متخصصة كشفت عن أبرز المخاطر التي قد يتعرض لها مستخدمو اللعبة، مثل الانكشاف على مشاهد عنف أو إيحاءات غير لائقة، والتعرض للتحرش والاستغلال عبر المحادثات المفتوحة، إلى جانب إدمان الاستخدام وإهدار الوقت على حساب الدراسة والعمل.

كما حذّر من الانزلاق وراء إنفاق مالي مبالغ فيه على شراء العملات الافتراضية داخل اللعبة، وتقليد سلوكيات سلبية تضر بالقيم، إضافة إلى ضعف الأمان والخصوصية الإلكترونية.

وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن كل الألعاب التي تشتمل على عنف أو تحض على الكراهية أو تهدد سلامة الأبناء الجسدية والنفسية تُعدّ محرمة، مشدداً على دور الأسرة والمؤسسات التربوية والإعلامية في توعية الأطفال والشباب بمخاطرها، وحثّهم على استثمار أوقاتهم في مجالات نافعة كالتعلم والرياضة والأنشطة الثقافية، بما يعزز القيم الدينية والإنسانية لديهم.

وكانت لعبة "روبلوكس" قد شهدت خلال السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً جعلها من بين أكثر المنصات التفاعلية جذباً للأطفال واليافعين، حيث تجمع بين اللعب والتواصل الاجتماعي وبناء العوالم الافتراضية.

غير أن هذا الانتشار الكبير أثار مخاوف متزايدة بشأن سلامة المستخدمين صغار السن، وهو ما دفع عدداً من الجهات الرسمية في دول المنطقة إلى التدخل السريع واتخاذ خطوات وقائية.

ففي دولة الإمارات، بادرت الجهات التنظيمية بالتعاون مع الشركة المشغلة للمنصة إلى تطبيق إجراءات للحد من المخاطر المرتبطة باللعبة، شملت تعطيل بعض ميزات المحادثة وتطوير أدوات رقابة أكثر صرامة، مع التأكيد على أن هذه التدابير الرسمية تحتاج لأن تُعزَّز برقابة أسرية مباشرة على استخدام الأطفال للمنصة.


وفي السعودية، تم إلزام لعبة "روبلوكس" بإيقاف المحادثات الصوتية والكتابية، حفاظاً على سلامة الأطفال من أي محتوى أو تواصل غير مناسب، في خطوة رحب بها الأهالي لضمان بيئة لعب آمنة وممتعة.

أما في الكويت، فقد أعلنت الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في وقت سابق عن حجب لعبة روبلوكس بالكامل، استناداً إلى صلاحياتها القانونية في حماية المستخدمين، وبخاصة فئة الأطفال.

وأوضحت الهيئة في بيانها أن هذا القرار جاء استجابة لشكاوى متعددة من أولياء الأمور والجهات المختصة بشأن المخاطر التي تتضمنها اللعبة، مثل التعرض لممارسات غير آمنة، والاستغلال الإلكتروني، وسلوكيات ضارة، إضافة إلى وجود محتويات غير مناسبة وممارسات شرائية قد تهدد أمن الأطفال.

ما هي لعبة "روبلوكس"؟
تُعَدّ لعبة "روبلوكس" منصة تفاعلية عالمية أُطلقت عام 2006، تتيح لمستخدميها – ومعظمهم من الأطفال واليافعين – إنشاء ألعابهم وعوالمهم الافتراضية الخاصة، ومشاركتها مع الآخرين، بالإضافة إلى خوض تجارب مختلفة طورها مستخدمون آخرون.

وتعتمد اللعبة على نظام العملات الافتراضية المعروف باسم "روبوكس – Robux"، الذي يسمح بشراء أدوات وشخصيات وإضافات رقمية، ما يجعلها بيئة جاذبة لكنها في الوقت نفسه عُرضة لمخاطر الاستغلال والمحتويات غير المناسبة.

متعلقات