الرحيل المؤلم لفضيلة القاضي العادل : صائل خالد قاسم رحمة الله تتغشاه

الإثنين - 01 سبتمبر 2025 - الساعة 10:04 م بتوقيت العاصمة عدن

ردفان " عدن سيتي ". عادل صائل





في اليوم السبت وفي مثل هذا التاريخ ٣٠اغسطس من عام 1997م
عشنا ليلة حزينة مؤلمة رفت فيها العيون دموعا غزيرة وتعالت الصيحات من كل بيت وحزنت الارض ومن عليها
بوفاة والدي القاضي صائل خالد قاسم رئيس محكمة الحبيلين والقائد الاكتوبري الوطني الشجاع ورجل الدولة
بعد حياة حافلة بخدمة الثورة والدولة والوطن على مدى نصف قرن
مات القاضي صائل خالد في حادث مروري على طريق الحبيلين حبيل الجبر حاملا معه ملفات القضايا الذي يستعد لاصدار احكامه عليها كان يحلم برفع راية القضاء عالية لينتشر العدل واحقاق الحقوق في ظل دولة القانون القوية المهابة وفي ظل قضاء عادل نزيه بلا فساد ولا رشاوي
القاضي يحكم بضميره وميزان احساسه وقوة البراهين والادلة التي يقدمها الخصوم
مات القاضي صائل خالد المعروف بحبه لعمله وعدله ونزاهته وحب الناس له في ليلة مظلمه وعلى طريق طويل واحلام وامنيات كبيرة وطموح كبير مشيا على الاقدام لم توفر له الدولة والقضاء وسيلة مواصلات ليتنقل بها من بيته لعمله وهو رئيس محكمة الحبيلين وقبلها رئيس محكمة حبيل جبر
في الوقت الذي انصاف الرجال من القضاة يملكون السيارات الفارهة باحدث الموديلات
لكنها قناعة الانسان التي لا تساويها كنوز الدنيا
حدثني القاضي محمد حسين الفرح القادم من محافظة شمالية والمعين قاضيا بمحكمة الحبيلين بهذه الحكاية:
قال القاضي في حكايته
وصلت ردفان وكنت لا اعرفها فتوجهت الى المحكمة فلم اجد القاضي صائل خالد رئيس المحكمة لاسلم له اوراق تعييني
فسالت احد الموظفين اين القاضي قال خرج معه نزول لحل مشكلة وهو يعاين مكان النزاع فطلبت من الموظف ان ياتي معي الى مكان النزاع لنلتقي بالقاضي صائل
قال الموظف ان المكان في منطقة جبلية وعره على طريق ال بكري
فاصريت عليه ان نلحق القاضي صائل فلحقناه بسيارتي
ونحن نتسلق الجبل سئلت الموظف عن نوع السيارة التي يمتلكها القاضي صائل فضحك الموظف ولا ادري لماذا ضحك عرفت فيما بعد ان القاضي صائل لا يملك سيارة من الدولة كباقي القضاة حتى الذين تخرجوا حديثا صرفت لهم الدولةسيارات جديدة
ونحن نسير في النقيل شفت رجلا خمسينيا يتسلق الجبل صعودا ومعه كيس بداخله ملفات
فركب معنا الى ان وصلنا ولم يخبرني الموظف ان الشخص الذي ركب معنا كان القاضي صائل خالد المعروف بنزاهته واخلاصه وعدله قاضي يتسلق الجبال ليحل مشاكل الناس سيرا على اقدامه دون سيارة شخصية مرحه محبوبة عند الناس صاحب حسم في القضايا وعدم التسويف والمماطلة رغم حبه للطرافه والنكت والتواضع وحب الناس له وحبه للناس كثيرة هي الحكايات والمواقف التي مر بها والدي فكان رافع الراس قوي العزيمة رحيم القلب مرن محنك كل احكامه تؤيدها المحكمة العليا والاستئناف لصوابية الحلول
رحمك الله والدي وغفر لك واسكتك الدرجات العليا من الجنة

متعلقات