السبت-02 أغسطس - 09:15 ص-مدينة عدن

الخلفية السياسية في التحسن القياسي لسعر العملة المحلية في محافظات الجنوب

الجمعة - 01 أغسطس 2025 - الساعة 10:21 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات



خلال أسبوع واحد فقط استعاد الريال المحلي 30% من قيمته تقريبا امام العملات الأجنبية وهي النسبة التي خسرها خلال عام كامل من الان وأصبحت قيمته اليوم مماثله لتلك التي كانت في يوليو 2024م تقريبا.
1) هذا التحسن القياسي الكبير تم باجراءات إدارية فقط للسلطات المختصة بالدولة دون أي تدخل مالي او اي تغير اقتصادي كبير ولا بفعل قانون العرض والطلب في سوق العملة.
2) وهذه النتيجة غير العادية في تحسن قيمة العملة المحلية تؤكد حقيقة مهمة وهي ان الانهيار السابق للعملة لم يكن بسبب عوامل اقتصادية فقط ، بل ان جزء كبير منه كان بسبب المضاربة المتعمدة في سوق الصرافة من قبل جهات متعددة بهدف اضعاف قيمة العملة الوطنية.

3) وبالتالي لايمكن فهم هذه المضاربة باعتبارها كانت بدافع اللهث وراء الربح السريع لبعض الصيارفة فقط والا كان امر إيقافهم في حينه من قبل السلطات المحلية أمرا سهلا، بل كان وما زال الامر في معظمه عبارة عن شكل من أشكال الحرب الاقتصادية التي تستهدف محافظات الجنوب.

4) عودة بسيطة لارشيف الاخبار خلال الفترة الماضية سيجد المتابع ان كل خطوة حاول فيها المجلس الانتقالي الجنوبي تعزيز مكاسبه السياسية كانت تتبعها أزمات مفتعله في بعض الاختلالات الامنية او تعطيل الخدمات الأساسية بالجنوب ومنها الكهربا او من خلال التصعيد المفاجئ في اسعار العملات الأجنبية امام الريال المحلي والذي ينتج عنه غلاء بالأسعار وزيادة غلاء المعيشية للمواطن.

5) في نفس الوقت ، وعندما تدخل البنك المركزي بالعاصمة عدن بعرض كميات من الدولار الامريكي بالمزاد على دفعات كثيرة وذلك لتغطية حاجة السوق لم يتم التقدم لشراء الا نسبة بسيطة منها في كل دفعة يعرضها البنك.
وهذا يدل على أن الزيادة في سعر العملة الصعبة لم تكن بحكم الحاجة اليها فقط ولكن كانت بدافع المضاربة المتعمدة لاضعاف العملة الوطنية.

6) الخلاصة من كل ماسبق هو أن المواقف السياسية لاطراف مختلفة كانت في الغالب هي الدافع الأساسي لاستهداف العملة الوطنية واضعافها ( وهذا لايلغي اسباب الفساد والإهمال وان كان جزء منه هو فسادا واهمالا موجها) .. وان اكتمال شروط توفر الارادة السياسية اليوم لدى جناح مهم في سلطة المناطق المحررة هو العامل الأساسي في كبح انهيار قيمة العملة المحلية واستعادة نسبه مهمة من قيمتها بما سوف ينعكس إلى تحسن كبير في اسعار السلع والبضائع بالنسبة للمواطن.

7) يبقى سؤال اخير وهو من أين اكتسبت الارادة السياسية لجناح في الدولة اليوم شروط التفعيل الايجابي لها ؟
والإجابة بايجاز هي انه من بين اسباب كثيرة فان الوضع ماقبل الحرب الإيرانية الإسرائيلية فرض على الاطراف الإقليمية في الجزيرة والخليج حالة من الجمود المتفق عليها وعدم التصعيد وتبادل الترضيات لتجنب المواجهة وكنا نحن احد أوراق الترضية للغير..
اما اليوم فقد حضرت الاطراف الدولية بشكل مباشر في صراع منطقة الشرق الأوسط ونحن جزء منها و اخذت هذه الاطراف الدولية قرار المبادرة المباشرة في ادارة ملف الحرب باليمن ولديها المقدرة للدعم السياسي الكامل للقيادات الفاعلة في المناطق المحررة دون الخوف من تبعات هذا الموقف عليها كما درج عليه الحليف الاقليمي.
هذا الحضور الدولي هو العامل الأساسي في تغيير شروط المشهد السياسي الحالي.
والحديث يطول.

متعلقات