الأربعاء-30 يوليو - 06:29 م-مدينة عدن

حين أكل الغدر صانعه.. سبع سنوات على نهاية التحالف الأسود وسقوط صانع الخراب.

الأربعاء - 30 يوليو 2025 - الساعة 12:18 ص بتوقيت العاصمة عدن

اليمن ," عدن سيتي " بقلم/لطفي الداحمة_





في ديسمبر من عام 2017م، طويت صفحة رجل ظل لعقود يجيد اللعب على حبال السياسة والمكر والدم، سقط عفاش برصاص شركائه الحوثيين، أولئك الذين فتح لهم بوابات الدولة وأهداهم سلاح الجيش، ظناً منه أنه يسيطر عليهم ويوجههم كأداة لضرب خصومه السياسيين والجنوبيين وحتى الدول الإقليمية.

لكن التاريخ لا يرحم، والعصا التي رفعها لضرب الآخرين كانت ذاتها التي التفت عليه في مشهد يجسد قول النبي الكريم ﷺ: "من قتل يقتل ولو بعد حين"، فما حدث لم يكن سوى نتيجة طبيعية لتحالف قام على الغدر والخيانة، وسيناريو تكرر مراراً في تاريخ الطغاة.

عفاش الذي ارتوى من دماء شعبه، فكيف يمكن أن يرفع إلى منزلة الشهداء؟ الشهادة مقام عظيم، لا ينال بالادعاء، إنما بالصدق مع الله ونقاء الموقف، ولو قدر له الخير، لربما كانت إصابته في جامع النهدين عام 2011م خاتمته، لكنه نجا منها ليكمل فصلاً آخر من فصول الدمار.

ولعل من أبشع فصول ذلك الدمار، ما ارتكبه صالح بحق الجنوب إبان حرب 1994م، حين انقلب على وثيقة العهد والاتفاق التي تم توقيعها في العاصمة الأردنية عمّان برعاية عربية، وكانت تمثل بارقة أمل لحل الخلافات سلمياً بين الشمال والجنوب، لكنه اختار طريق الحرب، وشن عدواناً ظالماً على شريكه في الوحدة، مستخدماً أدوات الدولة، ومجيشاً جيوش الفتنة والدمار.

لم تكن تلك حرباً سياسية فحسب فقد رافقتها فتاوى تكفيرية صدرت من مشايخ محسوبين على النظام، أضفت بعداً دينياً زائفاً لاستباحة الجنوب وأهله، وبهذه الفتاوى منحت الشرعية لقتل الجنوبيين ونهب أرضهم وتهميش كوادرهم.

هدرت كرامة وطن، وأقصيت النخب الجنوبية من مؤسسات الدولة، رغم أنهم كانوا يمثلون العقل والخبرة والانضباط، أُقصي الضباط الجنوبيون، وفصل الأكاديميون، وتحولت دولة الوحدة إلى مشروع إحتلال وقهر، من حلم قومي إلى كابوس سياسي وأخلاقي.

سبع سنوات على نهايته، وما زالت المأساة مستمرة، والمشهد أشد تعقيد، لكن الدروس واضحة، من يزرع الغدر، يحصد الخذلان، ومن يتحالف مع جماعات العنف والتطرف، لن يأمن شرهم، ولو لبس معهم ثوب الولي والنصير.

إننا حين نسترجع مثل هذه الأحداث، فذلك للتذكير بسنة الله في الطغاة والظالمين، لا من باب الشماتة، فالتاريخ لا ينسى، والشعوب كذلك.

29 يوليو 2025م



متعلقات