الحرب الصامتة والحرب الهجينة
الثلاثاء - 29 يوليو 2025 - الساعة 05:14 ص بتوقيت العاصمة عدن
عدن " عدن سيتي " عبدالناصر السنيدي
الحرب الصامتة والحرب الهجينة:
حدث علمي غير اعتيادي اليوم في القاهرة، وهي رسالة أكاديمية حضية باهتمام إعلامي كبير لسببين: الأول لأن صاحبها هو الرجل الأول في وزارة الدفاع، والأمر الثاني هو عنوانها المثير للانتباه لغرابة الاسم، وذلك لعدم معرفة الكثيرين للمصطلح للحرب الصامتة.
"الاستراتيجية المقترحة لمواجهة تداعيات الحروب الصامتة على الأمن القومي العربي".
نبارك للأخ وزير الدفاع الفريق أول محسن الداعري نيله درجة الدكتوراه بتفوق وامتياز وتوقيت الرسالة.
في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، ظهر في القاموس العسكري والإعلامي مصطلحان عسكريان هما الحرب الصامتة والحرب الهجينة، وهما مصطلحان يبدوان مختلفان ولكن فيهم الكثير من التشابه.
الحرب الصامتة هي نوع من الحروب التي تتميز باستخدام تقنيات متقدمة غير تقليدية، مثل الحرب الإلكترونية، الحرب النفسية، الحرب الاقتصادية، والحرب السيبرانية، لتحقيق الأهداف السياسية والاستراتيجية دون استخدام الأسلحة التقليدية.
الحرب الهجينة هي استخدام الأسلحة التقليدية والمتعارف عليها برًا وجوًا وبحر ممزوجة مع الحرب النفسية، الحرب الاقتصادية، والحرب السيبرانية، لتحقيق الأهداف السياسية والاستراتيجية.
عناصر التعريفين متشابهة، الفارق هو باستخدام وعدم استخدام الأسلحة التقليدية.
يبدو أن الباحث من الأوائل الذين طرقوا بحث هذا الموضوع أن لم يكن الأول في الوطن العربي بتوقيت تتزايد فيه استخدامات هذا النوع من الحرب التي نحن جزء منها.
في الحقيقة، أن جزءًا من أهمية هذا البحث أن من كتبه شخص يقف على أعلى الهرم العسكري، وسيكون مؤلمًا إذا ذهب هذا البحث واختفي في أرشيف وزارة الدفاع واكتفى بتعليق الشهادة على جدار مكتبه.
أنا في اعتقادي أن مخرجات التعليم في الأكاديمية العسكرية والدفاع الوطني والكلية الحربية قديمة جدًا ولم تعد تحاكي الواقع أو تناسب المرحلة.
اعتقد أن وزير الدفاع، بينما يعد رسالته، غائر بين المراجع والبحوث والمقالات العلمية، قد عرف مدى أهمية أن ينعكس بحثه على الواقع في مؤسستنا التعليمية منهجًا وإدارة وكادر، لكن هذا لن يتحقق بالتمني بل بالتهيئة للكادر في هذه المجالات.
دعم مركز الدراسات الاستراتيجية بصدق ليكون أول من يلتقط الجديد وتعميمه.
نبارك للوزير للانجاز، وإن ينعكس ذلك الإنجاز للجميع دعمًا وتشجيعًا، فلن تبنى المداميك إلا بجهود الجميع.
عبد الناصر السنيدي.