الجمعة-18 يوليو - 02:17 ص-مدينة عدن

من كواليس مشروع سد حسان.. "شجرة المحافظ أبوبكر حسين" اخبار وتقارير

الخميس - 17 يوليو 2025 - الساعة 10:27 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات







في الساعة 11,25 من صباح اليوم الخميس اتصل بي رقم غير مسجل في قائمة تلفوني ، وقال لي : أستاذ محمد أين انت ؟
فقلت له : في البيت
قال : المحافظ يريدك تروح معه الى سد حسان ... جهز نفسك وسيمر عليك ياخذك
قلت له : بكل سرور
ثم سمعت صوت المحافظ يقول للمتحدث : قل خمس دقائق ..
فقلت : على طول .... على طول
فأسرعت في تجهيز نفسي ، وأكلت على الماشي لقمة سريعة ، وبعد خمس دقائق كان الأخ اللواء أبوبكر حسبن سالم محافظ أبين أمام البيت مع جمع من مرافقيه ، فخرجت إليهم وقنينة الماء في يدي إذ لم يسعفني الوقت لشرب الماء في الداخل ، ولم أشاء أن يظل المحافظ منتظرا حتى ولو دقيقة إو دقيقتين ، وعندما ركبت السيارة الى جانبه قلت له بعد السلام : رجعتني اليوم 42 سنة الى الوراء ... الى أيام التجنيد هندما كنا نسمع الزيتي بإعلان الاستعداد في المعسكر ، ولا يكون امامنا سوى 5 دقائق لنتجهز ونسرع الى الطابور ...
فضحك وقال : حرصت أن آخذك معي لتطلع ميدانيا على مسار العمل في أهم مشروع تنموي واقتصادي وحضاري في أبين .
وأستغرب الأخ المحافظ عندما أخبرته بأنني فعلا لم يسبق لي زيارة المشروع من قبل رغم اهتمامي بتوثيق التاريخ الزراعي والحضاري في الدلتا وشغفي بمتابعة مثل هذه المشاريع الاستراتيجية التي ستحدث تحولا كبيرا في المنطقة من كافة الجوانب كما أحدث مشروع لجنة أبين الزراعية المشتركة بين اليافعي والفضلي ، وغير مجرى التاريخ في دلتا أبين في جميع المجالات ...
في طريق ذهابنا الى مشروع سد حسان والعودة منه كنت أسأل المحافظ أبوبكر حسين عن الأشياء غير المنظورة في مسار المشروع على اعتبار أن البيانات الرسمية من المشروع قد سبق أن تم تداولها كثيرا خلال السنتين الماضيتين من عمر المشروع ، وأصبحت معروفة ، وكان يجيب علي بإريحية ويفيض في الشرح ، فهذه جهوده ، وسعيه ويعرفها تمام المعرفة ، وخطوة خطوة ...
عندما وصلنا الى مفرق الطريق الى السد قبل مدينة الحصن ، أخبرني المحافظ ان هذا الطريق كان مقررا له أن يمر في منطقة الحصن ثم يتجه الى موقع المشروع ، ولكن عندما نزل المحافظ لمعاينة المسار المقرر للطريق وجد أن ضيق الشوارع والزحام لن يسمح لمرور للآليات والنافلات التي تحمل معدات المشروع ، فطرأت الفكرة للمحافظ بشق هذا الطريق الجديد قبل المدينة ، وهو رأي لم يكن صائبا وحسب بل له أيضا آفاق مستقبلية كون هذا الطريق سينتج عنه مستقبلا حركة سكانية وعمرانية وسيخلق مناطق جديدة في المنطقة ، كما نشأت في الماضي القريب وحدات سكانية وعمرانية في الدلتا بفضل ما استحدثه مشروع لجنة أبين من طرق مواصلات في المنطقة ...
ولكن الأمور لم تكن سهلة ، فالمنطقة كلها على طول الطريق البالغ واحد كيلو متر هي منطقة أراضي زراعية خاصة لمزارعين ملاك ، ويحتاج الأمر الى جهود خارقة ودؤوبة ومساع شاقة لإقناعهم بالتخلي عن أراضيهم لصالح الطريق ، وهكذا بدأت رحلة ماراثون أخرى لإقناع المزارعين بالتخلي عن الأرض لصالح الطريق بعد الماراثون الأول الذي كان لإقناعهم بالتخلي عن الأرض لصالح منشآت مشروع سد حسان نفسه .
في هذا الصدد أخبرني الاخ المحافظ انه سخر طاقاته كثيرا وراح وجاء هنا وهناك حتى توج ذلك بجمع المزارعين في منزل الشيخ صالح حيدرة منصور العطوي ، وبعد محاولات ومحاولات لشرح أهمية الطريق للمشروع ولهم ولسكان المنطقة وافق المزارعون على التخلي عن الأرض ، وارتضوا أو حكموا المحافظ أن يقرر التعويض الذي يراه ، فحدد المحافظ مبلغ 140مليون ريال يمني ، ولكن طرأت مشكلة أخرى هي عملية متابعة مبلغ التعويض لدى الحكومة ، واستطاع المحافظ أن يحصل على توجيهات من رئيس الوزراء الى وزير الزراعة لصرف المبلغ غير أن وزير الزراعة وهو أيضا رئيس مجلس إدارة بنك التشجيع الزراعي السمكي رفض صرفها بتاتا ، وتأزمت أمور تنفيذ الطريق ، فلم يجد المحافظ مناصا من التكفل بالأمر ، واستطاع إقناع مدير مشروع سد حسان بأن تتحمل السلطة المحلية وإدارة المشروع دفع مبلغ التعويض مناصفة 70 مليون على كل طرف منهما ، ويبقى هناك جزئية هامة في هذا الجانب بأن المحافظ مع شكره للمزارعين بقبول مبلغ التعويض المتواضع قياسا الى القيمة الحقيقة للأرض فإنه يذكر بمزيد من الشكر والعرفان للمزارعين من آل الفليسي الذين أخبروا المحافظ عند لقائه بهم بأن أي أرض تخص آل الفليسي وتقع في نطاق المشروع هي تحت تصرفه يأخذها دون مقابل أو تعويض ، وانها صدقة لله .
كبار ... كبار ... كبار يا آل الفليسي

وفي خاتمة هذه الكواليس تأتي الطرفة التي أخبرني بها الأخ المحافظ أبوبكر حسين سالم ، فأثناء عودتنا من مشروع السد مررنا ببركة ماء وبجانبها شجرة مانجو كبيرة في أحد البساتين على جانب الطريق ، فالتفت المحافظ نحوي وقال : شوف هذه الشجرة
قلت له ؛ مالها ؟
قال : اسمها شجرة المحافظ !!!
وعندما رآني ابتسمت ابتسامة دهشة ، واصل كلامه قائلا : طوال فترة التحضير والجهود لبدء تنفيذ المشروع وحل الإشكاليات التي تحدث من ملاك المزارعين الأراضي وكذلك من قبل من حاولوا التخريب والتعطيل فقد كنت آتي الى هنا وأظل مرابطا ومخزن تحت هذي الشجرة فسموها الناس شجرة المحافظ ، وأصبحت معروفة في المنطقة هنا بهذا الاسم .

نكتفي اليوم بهذا القدر ، ونواصل الموضوع غدا حول ما أخبرني به المحافظ من معلومات لم يعلنها من قبل ، أو حسب قوله لي : أنت أول واحد أخبره بهذه المعلومات .




متعلقات