تحذير صادم صدر قبل 6 سنوات.. عطل بسيط قتل 260 شخصا!

الأحد - 13 يوليو 2025 - الساعة 11:00 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي"متابعات



كشفت التحقيقات أن شركة طيران الهند "آير إنديا" تلقت تحذيرات بشأن مشاكل في مفاتيح وقود الطائرات قبل ست سنوات من الحادث المميت الذي وقع في يناير الماضي وأسفر عن مقتل 260 شخصا.

وأظهر التقرير الأولي لمكتب التحقيق في حوادث الطائرات الهندي أن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية كانت قد حذرت في ديسمبر 2018 من أن بعض طائرات بوينغ 737 تحتوي على مفاتيح وقود مثبتة بشكل خاطئ مع تعطيل ميزة القفل الخاصة بها، مما يجعلها عرضة للتحريك غير المقصود الذي قد يؤدي إلى إيقاف المحركات أثناء الطيران.

وبحسب التسجيلات الصوتية لقمرة القيادة، بدأت الكارثة عندما تحرك مفتاحا التحكم في وقود الطائرة من طراز بوينغ 787 دريملاينر تلقائيا إلى وضع "القطع" بعد ثوان من إقلاع الرحلة 171 من أحمد آباد متجهة إلى لندن.

وسُمع أحد الطيارين يستفسر من زميله عن سبب قطع إمداد الوقود، ليجيبه الأخير بأنه لم يقم بذلك. وبعد محاولات فاشلة لإعادة تشغيل المحركات، تحطمت الطائرة على مجمع سكني قرب المطار، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 241 شخصا بالإضافة إلى 19 شخصا على الأرض، بينما نجا راكب واحد فقط هو رجل الأعمال فيشواش كومار راميش.

وأثار التقرير تساؤلات حول سبب عدم قيام طيران الهند بفحص مفاتيح الوقود رغم التحذيرات الأمريكية، حيث أوضحت الشركة أن النشرة الصادرة عن إدارة الطيران الفيدرالية كانت استشارية وليست إلزامية.

كما كشف أن وحدة تحكم دواسة الوقود في الطائرة خضعت لاستبدال في 2019 و2023 دون أن يتم ربط ذلك بمشاكل المفاتيح أو الإبلاغ عن أي أعطال فيها.

من جانبهم، أعرب أقارب الضحايا عن صدمتهم من النتائج، معتبرين أن مثل هذا العطل البسيط لا ينبغي أن يؤدي إلى كارثة بهذا الحجم.

بينما أبدى اتحاد الطيارين الهندي استياءه من اتجاه التحقيق الذي يبدو متحيزا نحو إلقاء اللوم على خطأ الطيارين، مشيرا إلى عدم إشراك خبراء مستقلين في عملية التحقيق. في المقابل، طالب وزير الطيران المدني الهندي بعدم استعجال النتائج قبل صدور التقرير النهائي المقرر في 2025.

وكشفت التسجيلات أن الطيارين حاولوا في اللحظات الأخيرة إعادة تشغيل المحركات، حيث أرسلوا إشارة الاستغاثة قبل الاصطدام بإحدى عشرة ثانية.

وقد وثق التقرير بدقة مسار الطائرة الذي شمل اصطدامها بأشجار ومدخنة قبل أن تتحطم على مباني كلية طبية. وأظهرت الصور انتشار الحطام على مساحة واسعة، مع وجود ذيل الطائرة وهيكل الهبوط مطمورين في أحد المباني.

يذكر أن طاقم الطائرة ضم طيارين ذوي خبرة كبيرة هما الكابتن سوميت سابهاروال البالغ من العمر 56 عاما، والذي كان يملك أكثر من 15 ألف ساعة طيران، ومساعده كلايف كوندير 32 عاما، بحوالي 3400 ساعة طيران.

ومن المقرر أن تستمر التحقيقات لمعرفة ما إذا كان التحريك المفاجئ للمفاتيح ناتجا عن عطل فني أو خطأ بشري أو حتى فعل متعمد.

متعلقات